كل الأمم تفاخر بمبدعيها وصانعي تاريخها الثقافي وتساهم في تخليد أسمائهم بقدر ما هم خالدون في دواخلنا، والفعل الفني من أدب وموسيقى وغناء . . أسس في جسد الثقافة العامة للشعوب فقد قيل كثيرا إنك تستطيع التعرف على ثقافة أمة من خلال موسيقاها. وما يلاحظه المتابع والمهتم أن هناك تجاهلا واضحا من قبل أولئك المناط بهم من لجان وبلديات وغيرها تسمية شوارعنا. ونعود للقول ما الذي يمنع أن تكون هناك شوارع «شريطة أن لا تكون في الظلام» بأسماء أولئك المبدعين من فنانينا الكبار الذين دخلوا التاريخ، بل وساهموا في إدخال فنوننا وثقافتنا الموسيقية والغنائية في جسد الثقافة العربية بل إن هذه الأسماء التي تكاد تكون محدودة جدا في دنيا الشعر الغنائي والموسيقى والغناء مثل جيل المؤسسين سعيد أبو خشبة وحسن جاوا والسيد حسين هاشم عبدالرحمن مؤذن وإبراهيم خفاجي وطارق عبدالحكيم وعبدالله محمد ومحمود حلواني وثريا قابل وصالح جلال وفوزي محسون وجميل محمود ومحمد طلعت وسراج عمر وسامي إحسان ومحمد عبده وكبير كل هؤلاء السابقين واللاحقين . . المقتعد قلوب الناس ووجدانهم طلال مداح. لا أحد يسمي شارعا لدينا باسم طلال مداح وكأنه عيب، كل أولئك الذين ترأسوا لجان التسمية وتشرفوا بعضوية «لجنة تسمية أحياء وشوارع وميادين جدة» لا يعرفون ما هي أهمية أولئك الناس الذين ساهموا في صناعة وجداننا وكانوا علامات في حياتنا الثقافية والاجتماعية، أسأل نفسي أحيانا هل هو عيب الإقدام على تكريم هؤلاء بأقل ما يمكن في تسمية شارع، وهل الفن والفنانون عيب في جسد ثقافتنا ومجتمعنا؟، أعتقد أن أحدا من رؤساء اللجنة الذين تتابعوا عليها ومنهم الراحل عمر عبد ربه والدكتور راشد الراجح أو أعضاء هذه اللجنة في مراحل مختلفة مثل د. عباس طاشكندي، رشاد بغدادي وهناك من يفترض فيه من يكون صاحب زمام المبادرة في هذا الشأن مثل الدكتور سعيد السريحي والدكتور عبدالعزيز النهاري، لا أحد بادر في طرح الفكرة مع مسوغاتها ومسوغات إجازتها التي لا تعدو كونها عدم رغبة فقط وإلا من أين تأتي الممنوعية، ليس إلا أن خوف أعضاء هذه اللجان غير المبرر رد فعل المجتمع هو الذي حرمنا من رؤية شوارع بأسماء هؤلاء القريبين من وجداننا على نهج الأدباء الكبار الذين شرفت شوارع عديدة بأسمائهم مثل أحمد عبدالغفور عطار وطاهر زمخشري وأحمد قنديل وصالح جمال وغيرهم، ما الفرق في أن يسمى شارع من دنيا مبدعي الكلمة وآخر بدنيا مبدعي الموسيقى والغناء في المملكة ؟ كثيرة هي التساؤلات من هو الذي من الممكن أن يرفض الفكرة، وهل ضمن هذه الأسباب والمبررات أن كل هؤلاء الرؤساء والأعضاء في هذه اللجان لا يعرفون من هم هؤلاء وما هو تأثيرهم على الأجيال المتعاقبة؟ أو أنهم من حكم على عدم جواز ذلك، من كل حدب وصوب وتمتلئ بها شوارعنا ليست بأحق من طلال مداح . . الذي يجب أن يسمى شارع باسمه، وبحكم أن هذه اللجنة تتبع أمانة محافظة جدة فلابنها البار . . أمينها الشاب الدكتور هاني أبو راس أن يكون له دور في تحقيق هذا المطلب الملح ! والذي لا يبدو بحال من الأحوال أنه مستحيل تحقيقه.