أيعقل أن يكون بيننا في هذا الزمن الذي يعج بوسائل العلم والمعرفة رجال مازالوا يحملون بعض لوثات الجاهلية، وعقلية أبي حمزة الذي هجر أم عياله بسبب أنها لم تنجب له بأمر الله إلا البنات والله تعالى في علاه هو القائل: «لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور .. أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير»..(94، 50 الشورى) .. فكيف يعترض بعض الأزواج على قدر الله ومشيئته وله سبحانه ما أراد ؟!. سؤال يطرحه واقع الكثير من الزوجات اليوم اللاتي أصبن في حياتهن بحظوظ تعيسة مع رجال اعترضوا على ما كتبه الله لهم من ذرية وكأنهم يجهلون أن كل أمر عنده بقدر، وكأن الزوجات هن السبب في اختيار البنات أو الذكور إن أردن !!. لقد تذكرت في هذه اللحظة قصة زوج أبي حمزة فقد كان أبو حمزة الضبي قد طلب من زوجته أن تلد له غلاما، فولدت له بنتا فهجرها عاما غضبا عليها، ومر يوما بخبائها فسمعها تلاعب طفلتها وهي تنشد: ما لأبي حمزة لا يأتينا يظل في الدار التي تلينا غضبان ألا نلد له البنينا تالله ما ذاك في أيدينا ونحن كالأرض لزارعينا نخرج ما قد زرعوه فينا. فدمعت عيناه حزنا على حالها، وما صنع بها، ثم دخل عليها، وأخذ ابنته من حجرها وأخذ يقبلها ويلاعبها، وهو يبدي الندم على هجرانه لزوجته وما بيدها شيء تصنعه !!. محمد بن إبراهيم فايع