يصف الأستاذ أنس عاشور، المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لتوفير الدواء بمنطقة مكةالمكرمة، يصف الجمعية بأنها من الجمعيات النادرة في مجالها، ليس في المملكة فحسب وإنما على مستوى العالم. بالنسبة لي، كانت هذه أول مرة أعرف أن في منطقة مكةالمكرمة جمعية خيرية تختص بتوفير الدواء مجانا للفئات المحتاجة من ذوي الدخل المحدود وهي جمعية كما يقول عنها مديرها، تقتصر خدماتها حاليا على سكان منطقة مكةالمكرمة، وتعنى بتوفير الدواء لأصحاب الأمراض المستعصية والمزمنة كمرض السكر والضغط المرتفع وأمراض القلب والكلى والأمراض النفسية أو غيرها من الأمراض التي يتطلب تأمين أدويتها مبالغ كبيرة. وتحصل الجمعية على الأدوية المطلوبة إما عن طريق الشراء بما يتوفر لديها من الهبات المالية، وإما عن طريق ما يزودها به بعض المرضى من الأدوية الفائضة عن حاجتهم. إن فكرة هذه الجمعية بديعة للغاية ليس لكونها تقوم بمهمة إنسانية فحسب، وإنما لأنها أيضا تعين على تدوير الأدوية الفائضة عن حاجة أصحابها، ففي بعض الأحيان تتجمع لدى المريض أدوية لا يحتاج إليها إما لأنها لم تناسبه أو لأنه وجدها لا تصلح لحالته، أو لأنه اشترى من الدواء أكثر مما يحتاج إليه أو لأن علبة الدواء فيها كمية أكبر من حاجته، والنتيجة في الغالب هي أن تذهب تلك الأدوية إلى الزبالة لأن الأدوية لها فترة صلاحية محددة ولها شروط حفظ لابد من الالتزام بها كي لا تتلف، وهو ما قد يتعذر على كثير من الناس فعله، فتذهب تلك الأدوية الزائدة عن حاجتهم هباء منثورا، وفي ذلك ما فيه من الهدر الاقتصادي ليس للمستهلك وحده وإنما لاقتصاد الدولة ككل، لهذا فإن وجود مثل هذه الجمعية له قيمة عالية حيث تؤدي وظيفة نافعة من أكثر من وجه. لكن هذه الجمعية لا يدري عنها كثيرون، وهذا يجعلها تحرم من وصول كثير من الأدوية إليها، في حين أن عملا إنسانيا كريما كهذا يعتمد في كيانه بصورة كبيرة على جمع الأدوية الزائدة عن حاجة أصحابها المستغنين عنها جدير بأن تكون له آلية ميسرة لجمع الأدوية يعرف عنها الناس كلهم، ومن الممكن الاستفادة من طلاب كليات الطب والصيدلة والتمريض بالتطوع لزيارة المنازل وجمع الأدوية الفائضة وحفظها بطريقة علمية صحيحة قبل إيصالها إلى الجمعية. أحيي صاحب الفكرة وأحيي العاملين في الجمعية وأرجو أن نجد جمعيات أخرى مثلها في مختلف مناطق المملكة. فاكس 4555382-01