لماذا رفضت قناة العرب الجديدة الدخول في شراكة إعلامية مع قناة فوكس نيوز الأمريكية رغم امتلاك الأمير الوليد بن طلال جزءا كبيرا من أسهمها مع أخطبوط الإعلام العالمي روبرت ميردوخ؟، وهل يعني إعلان ذلك بداية انفصال شراكة الوليد عن ميردوخ بعد فضيحة التجسس الهائلة التي عصفت بالإمبراطورية الإعلامية؟. يجيب على هذا السؤال مدير عام ورئيس تحرير قناة العرب الصحافي جمال خاشقجي، مؤكدا على أن القناة الجديدة التي يملكها بالكامل الأمير الوليد بن طلال وأعلن عنها أمس الأول في الرياض، «اختارت شبكة بلومبيرج لتخصصها في الشأن الاقتصادي، وليس لأي سبب آخر، حيث نجحت بلومبيرج في متابعة أخبار السوق وفق معايير مهنية صارمة في النشر وتدقيق الأخبار، وهي تحظى باحترام دهاقنة المال والأعمال في العالم أجمع والوطن العربي على وجه الخصوص». وأضاف، «الأمير الوليد لديه استثمارات إعلامية كبيرة في المملكة، لبنان، وبريطانيا، كما أنه الشريك الثاني في نيوز كورب، وعندما بدأنا البحث عن شريك مهم لنا كنا نعلم تماما بوجود محطات عالمية كبرى مثل محطة إسكاي العالمية، وفوكس نيوز الأمريكية التي يعد الأمير الوليد بن طلال ثاني أكبر ملاكها بعد روبرت ميردوخ، غير أن مصلحة القناة الجديدة وقبلها مصلحة المشاهد تركزت على ضرورة اختيار شريك يلبي الاحتياج الرئيس للمشاهد، وكان النشاط الاقتصادي هو الأكثر أهمية». وزاد، «ناقشنا كل المحاذير وكانا حريصين أن تكون القناة عربية، وتلبي حاجة المشاهد العربي لا أن تكون استنساخا لقنوات أمريكية أو أوروبية، وقناة فوكس وأيضا إسكاي إخباريتان، وبالتالي لم يكن لدينا حاجة لذلك، وبعد ثمانية أشهر من المفاوضات المتواصلة التقت رغبة شبكة بلومبيرج وقناة العرب في التعاون والدخول في شراكة إعلامية ستشكل عامل قوة كبيرة في صناعة الإعلام الحديث، ولهذا سنجاهد من أجل أن تكون القناة ممتعة للمشاهد، ومفيدة وتقدم معلومات يستفيد منها القارئ». وعن ميزانية القناة، قال خاشقجي الذي يتكئ على رصيد واسع من الخبرة الإعلامية وبدأ مشواره الإعلامي عام 1970 موظفا في مركز معلومات صحيفة «عكاظ» قبل أن يتم تعيينه مساعدا لمدير مركز المعلومات بعد 14 عاما، «منذ أن باشرنا تأسيس القناة لم يكن لدينا هاجس التمويل، مالك القناة تعهد بدعمها ماليا بما يحقق نجاحها، ولهذا لدينا الآن ميزانية تكفي لعشرة أعوام مقبلة لتقديم برامج متميزة قادرة بكفاءة ومهنية على ملاحقة الأحداث في أي مكان من العالم، ليس لدينا مشكلة في التمويل حتى لو لم تستطع القناة جلب ريال واحد، المؤكد أننا سنعمل بمعايير تجارية، سنحاول أن ننفق في الأوجه المطلوبة والضرورية، لن نبحث عن الكماليات ولن نعتني بها إلا في الحدود المعقولة والمقبولة». وعن أسباب اختيار اسم قناة العرب من بين الأسماء التي رشحت قال «كان من بين الأسماء المطروحة الفلك، والمدار، غير أن فريق العمل استقر على اختيار اسم العرب كون القناة عربية وستخدم وتعالج القضايا العربية». وخلص إلى القول، «الاتفاق الذي أبرم بين بلومبيرج وقناة العرب سيجعل جميع ممتلكات القناة وإمكانياتها ومحطاتها تحت تصرف قناة العرب في جميع أنحاء العالم، وسيتم تعيين مدير تحرير يتولى التنسيق مع القناة».