على امتداد طريق محايل عسير أبها، وقبل محافظة محايل بنحو 15 كيلو مترا، يقع وادي لحمار الشهير الذي ينحدر من أعالي جبال السروات، ويشتهر بجريان مياهه طوال العام، لتصبح مصدرا لخضرة تحيط به من كل جانب ومرتعا للماشية، إلا أن هذه الطبيعة الخلابة يعكر صفوها ترديد الأهالي وأصحاب الماشية بسكن الجن في الوادي منذ آلاف السنين، مستشهدين بما حدث للبدو الرحل عام 1380عندما أحرقت منازلهم من الخيام على إثر شجار. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الجن ثلاثة أصناف، لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون). وما حدث قبل أيام من فقد للأغنام بالقطعان أدخل الخوف والريبة في قلوب أصحابها، وذكر عدد من المواطنين أنهم فقدوا أعدادا كثيرة من الماشية، وعلى غير العادة لا يجدون لها أثرا، فيما أكد كبار السن أن وادي لحمار مسكون من قبل الجن، وكان يسمى (وادي الجن). ومن ضمن ما يروى، ما قاله المواطن محمد يحيى عسيري، من أنه خرج وعائلته في نزهة برية إلى ذلك الوادي، وكان يبحث عن شجرة الأراك، وبعد أن بدأ في كسر أغصانها قذف بالحجارة من كل ناحية، ليهرب مرددا آيات من القرآن الكريم. وهناك أقاويل إن الجن عطلت الآلات عندما شق طريق أبها الطائف قبل سنة تقريبا، وإن راعيا يمنيا فقد جزءا من ماشيته، وأخذ يبحث عنها في الوادي وأتعبه وأضناه البحث عنها، فأقبل الليل عليه وهو في الوادي، فما كان من الجن إلا أن أحرقوا منطقة على شكل دائرة حوله، فهرب وهو يصيح من شدة ما رأى. الراقي الشرعي في محافظة محايل عسير محمد الحسين الفلقي، أكد ل«عكاظ» أن مساكن الجن وأماكن تواجدهم في الجبال والأودية والأماكن المهجورة، ولهذا ينبغي عند المرور بها أن يذكر الحديث الصحيح، وهو: (إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه)، غير مستبعد اعتداء وخطف الجن للأغنام، منبها الرعاة لترديد الأذان في الأودية والشعاب.