نحن العرب لا نستفيد كثيرا من الأرقام والإحصائيات، ومع ذلك نستخدم «النسب المئوية الدقيقة» كثيرا. 90 في المائة من الناس لا يحبون الاستيقاظ مبكرا، 85 في المائة من المنتجات المستوردة مقلدة، هكذا بكل بساطة، هل تشعر بتحسن؟ نعم أشعر بتحسن بنسبة 75 في المائة، كيف كان الحضور في الحفل؟ جيدا، لكن 35 في المائة من الحضور وصلوا مقر الحفل في وقت متأخر! إنها الدقة العربية المتناهية في استنتاج النسبة المئوية الفورية اعتمادا على خصائص الحدس والفطنة وسرعة البديهة. كان الأولى الرجوع إلى كلمات مساعدة مثل «تقريبا، حوالى، معظم، أحيانا، غالبا، نادرا... وغيرها». الأرقام والنسب الناتجة عنها لا تقال إلا عند التيقن لأنها واضحة ومحددة؛ أما الكلمات والعبارات فالمجال فيها رحب وخصب. انتهى المقال القصير ولكني متأكد رغم قصره أن 99.9 في المائة من القراء الكرام سوف يتأثرون به ويغيرون عاداتهم ويراجعون حساباتهم في التعامل مع الأرقام والإحصائيات والنسب المئوية!. محمد منصور آل فاضل نجران