أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك أنه لا يجوز لأية جهة كانت دخول بيوت المواطنين وإزعاجهم ومضايقتهم، والمساس بحرياتهم. وقال الأمير فهد بن سلطان لدى لقائه الأسبوعي المسؤولين والمواطنين في منزله في تبوك البارحة الأولى، مستشهدا بما نشرته «عكاظ» أمس الأول، بعنوان (الداخلية تشدد على احترام حقوق المواطنين وحرياتهم)، «لا يجوز لأية جهة كانت أن تدخل إلى بيوت المواطنين وإزعاجهم ومضايقتهم وعدم المساس بحريتهم، وهذه أمور أكدت عليها وزارة الداخلية في كل مكان سواء في منزله أو في تسوقه أو حديقته أو في شارعه ولا يضايقه ولا يزعجه». وأضاف أمير منطقة تبوك، «النظام الأساسي للحكم في المملكة يستند على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أهم مواد هذا النظام الحرص على حرية الإنسان في ماله وعمله وفي منزله وخصوصيته وأسرته، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التعرض لخصوصية الفرد والأسرة ولا مضايقته بأي شكل من الأشكال وبالذات البيوت التي لها حرمتها». وزاد «لا يجوز لأي كائن من كان أن يدخل منزل مواطن أو مقيم لأي غرض كان، إلا بعد استكمال الإجراءات النظامية، وهي معروفة في العالم أجمع وليست في المملكة، لا بد من أسباب وإذن وموافقة من جميع الجهات المختصة إلى أن يأخذ عليها موافقة أمير المنطقة نفسه، وما عدا ذلك فلا يجوز لأية جهة من الجهات الرقابية والأمنية أن تدخل بيتا من غير إذن صاحب البيت أو بدون الإجراءات النظامية بأي حال من الأحوال وليس فقط البيوت، بل حتى في الأماكن العامة أيضا»، وأكد الأمير فهد بن سلطان على أن للمواطن حقوقا كما أن عليه واجبات، وقال «مثلما على المواطن واجبات فله أيضا حقوق لا بد أن يدركها، ولا يجوز لأي أحد أن يمسها أو يتجاوزها، والمواطن لا بد أن يعرف حقوقه وما له وما عليه، وكذلك الموظف، ورجل الأمن، كما أن على منسوبي الجهات الرقابية أن يعرفوا حدودهم وحقوقهم وفق التنظيمات المقررة في أعمالهم التي نصت عليها الأنظمة»، منبها على «ضرورة تعامل كافة الجهات مع المواطنين في أي أمر في إطار التعامل والاتصال الإنساني الراقي والحضاري الذي يكفل للمواطن حقوقه». وأبان أمير منطقة تبوك، «الحياة والمعيشة كانت في السابق بسيطة جدا وخاصة في القرى، والكل كان يعرف الآخر، لكن اليوم نحن نعيش وسط مدن مكتظة بالسكان، وأصبحت الأسر تريد أن تخرج للتنزه والترفيه والتسوق سواء مع رب الأسرة أو بدونه، فأصبح ساكنو البحر يتجهون إلى الشواطئ والمدن القريبة من الصحراء للتنزه في الصحاري، إضافة إلى الحدائق والمحال التجارية والملاعب والساحات عملت من أجل التنزه، فيجب على كل جهة توخي الحذر في هذا الأمر». وأردف الأمير فهد بن سلطان، «على رجال الأمن والموظفين والمراقبين أن يعرفوا واجباتهم وحقوقهم، فلا يجوز أن أذهب أنا وأسرتي إلى محل تجاري ويأتي كائنا من كان ويسألني إذا كانت هذه الأسرة أسرتي أم لا؟، فإذا كنت مخطئا فالله سبحانه وتعالى يحاسبني، ولا يجوز بناء التهمة على شك أو إخبارية»، متسائلا «لماذا يقدم الشك على الظن الحسن». كما أكد أن «المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه تهتم بآليات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسيظل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائما أبد الآبدين، ومثله الجهات الرقابية الأخرى، والجهات الأمنية الأخرى». وأضاف، «نحن هنا ولله الحمد دولة قائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتطبيقها في كل أمر ولديها أجهزة ولله الحمد قادرة على إيقاف أي إنسان يتعدى على حريات الناس ومضايقتهم وإزعاجهم، وإنه يجب على الجميع العمل على توجيه المسؤولين وتوعية الذين يتعاونون ومنسوبي هذه الجهات ويبين لهم الحق من الباطل والأصلح وما هو مناسب في الوقت المعاصر، ومتى ما التزم الجميع بهذه المبادئ تحققت الحماية والنجاح لمؤسساتنا الرقابية والأمنية، خاصة ونحن نعيش في ثنايا عالم متغير، فما كان يصلح قديما لا بد من إعادة النظر فيه اليوم بما يتوافق والمرحلة التي نعيش فيها عدا ما يتعارض مع ثوابتنا الشرعية التي لا تقبل الخلاف». وقال أمير تبوك «يجب أن نعي هذا الأمر ونجعل بلادنا آمنة مطمئنة ولا بد أن نتعامل مع من يعيش معنا من وافدين وأسرهم بأسلوب محبب وترك الأسلوب الجاف والطريقة غير المحببة والأسلوب الفج، لأن مثل هذا الأسلوب يجعلهم ينفرون من بلادنا، وهذا لا يجوز»،كاشفا اهتمام ولاة الأمر بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والعلماء.