عندما تبرع الناس لمجاعة الصومال طرح السؤال وبإلحاح: كيف نضمن ونتأكد من وصول التبرع إلى المستفيدين، ونفس السؤال سيستمر طرحه بخصوص التبرعات المحلية والتي تعتبر الإجابات عليها مهمة للغاية حتى لا يتم خنق موارد القطاع التنموي الخيري ومن أهمها التبرعات. من جانب آخر وفي ثقافتنا السعودية وضمن منظومة قيمنا نؤمن وبقوة بما يسمى «دفاعة البلاء» أو الزكاة عن الصحة والأبناء والرخاء، ومن أبسط حقوق المتبرعين بما تجود به أنفسهم معرفة أين تذهب تبرعاتهم، مثل هذه الأمور تحتاج إلى جانب اتخاذ القرار الصواب أن يتم تسريع تنفيذ القرارات. نستحق لتعزيز الشراكة الاجتماعية مناخاً للإفصاح والشفافية يطلعنا على خط إنتاج التبرع وأن يشهد المتبرع رقما أو شاهدا ملموسا على أن تبرعه ذهب في مكانه الصحيح وإلى المستحقين. رغم التأييد الكامل لتقنين التبرعات والقرارات الملزمة والمنظمة للتبرع إلا أن الغيبوبة التي طالت مناخ الإفصاح والشفافية فاقمت معاناة الجمعيات الخيرية والتنموية من جانب وجعلت الراغبين في التبرع في حيرة من أمرهم بما انعكس على مفهوم وقيمة «ثقافة التبرع». والمهم أن وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية عبدالعزيز الهدلق أخيراً وفي تصريحه حول المشروع الإلكتروني لإطلاع المتبرعين على مصير أموالهم، رغم إقرار مبادرة الخير الشامل التي تمكن الداعم والمتبرع من الاطلاع على أنشطة جميع الجمعيات الخيرية والتبرع لحساباتها ومعرفة مصير أموالها والتبرعات الواردة لها.. فإن العجب يزول إذا عرف سبب عدم التفاعل والرهبة والخشية من عدم وصول التبرع إلى المستحقين لأنه وبحسب التصريح «النظام الموحد لربط الجمعيات الخيرية في بداية تطبيقه بانتقاء في (بعض) الجمعيات.. ولا تزال جمعيات أخرى في طور الربط»، ناتجا ذلك من تأخر استكماله لأسباب (تقنية وفنية) وبالتالي ومن وجهة نظري أدى هذا التأخر إلى عدم التفاعل المطلوب مع مبادرة «الخير الشامل».. بما يعني أن البنى التحتية لدعم الإفصاح والشفافية قرارات لم تنفذ أو خطوات متعثرة لم تستكمل. استعراض برامج الجمعيات الخيرية وإطلاع الناس على أنشطة الجمعيات التي يتبرعون لها حافز مهم للغاية وأعتقد أن الجمعيات في المناطق التي تفتقر للتنمية في أطراف بلادنا ستكون مستفيدا أول من هذا القرار.. والمهم الآن شمولية تطبيق الخطوات لمبادرة الخير الشامل، وأن ينهض الإعلام بتكثيف التوعية بتوفر هذه الخدمة لاستعادة الزخم الذي كان وما زال يواكب حب الناس للبذل والصدقة والمنح. [email protected]