ورد بمسند الإمام أحمد عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه قال «كان ماعز بن مالك في حجر أبي فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك. وإنما يريد بذلك رجاء أن يكون له مخرج، فأتاه فقال يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله، فأعرض عنه، ثم أتاه الثانية، فقال يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله، ثم أتاه الثالثة فقال يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله، ثم أتاه الرابعة فقال يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك قد قلتها أربع مرات، فبمن قال: بفلانة، قال: هل ضاجعتها، قال: نعم، قال: هل باشرتها، قال: نعم، قال: هل جامعتها، قال: نعم، قال: فأمر به أن يرجم، قال: فأخرج به إلى الحرة، فلما رجم فوجد مس الحجارة جزع فخرج يشتد فلقيه عبدالله بن أنيس وقد أعجز أصحابه فنزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله، فذكر ذلك للرسول، فقال: هلا تركتموه لعله يتوب فيتوب الله عليه، قال هشام فحدثني يزيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي حين رآه «والله يا هزال لو كنت سترته بثوبك كان خيرا مما صنعت به». الحديث يحمل بين طياته مفاهيم تربوية عميقة تحتاج منا لمقالات وندوات ومحاضرات، ما أجملك يا رسول الله وما أحلمك يا حبيب الله وما ألطفك!.. «هلا تركتموه» تخيل الجملة وتخيل كيف نطق بها نبينا الكريم وتخيل وجهه وتخيل حركة يديه، ما أرأفك يا حبيبي يا رسول الله، وتخيل لو أنا مثل هذا الأمر حدث في زماننا هذا، لوجدنا مواقع النت ومنتديات الإثارة وبوابات الفتن، ولكانت العناوين أكبر فضيحة بالجزيرة العربية، ترقبوا خفايا ماعز.. أسرار جديدة بقضية ماعز.. تخيل الصفحة الأولى بصحفنا، الصور والتعليقات، وكم تفاعل الجمهور على الصورة والمانشيت العريض، بل انتظر روايات وكتب وسديهات مفعمة بالأسرار والخبايا لماعز، كثير من الآباء وكثير من المربين يتأثر بمن حوله من ثقافة الفضح لا الستر، العسر لا اليسر، التشاؤم لا التفاؤل، الهدم لا البناء.. ليضع كل مربٍ «لو كنت سترته بثوبك كان خيرا مما صنعت به» أمام عينيه لتكون له نبراسا في تعامله مع ابنه العاق مع ابنه المدمن مع ابنه. * مدرب ومستشار أسري [email protected]