تأتي وتذهب أخبار الزلازل، وتتجدد المخاوف مع وقوع أي زلزال هنا وهناك بسبب أن الكثيرين لا يثقون في البنية التحتية للمدن المعرضة لحدوث زلازل أو ما يصاحب عملية الإنقاذ عن حدث مكروه لا سمح الله. وخلال السنتين الأخيرتين أيقظ زلزال العيص العين النائمة محذرا فالمعلوم أن الزلزال يأتي على حين غرة، فالمراصد المقامة في مواقع كثيرة لا تستطيع التنبؤ بوقوع تلك الزلازل وفق تصريح مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية، فالمهمة لدى المركز الوطني هي رصد ما يحدث وإعطاء إشارات تحذيرية. ومع مجيء الهزة التي ضربت شمال شرقي القنفدة أعادت التحذير بوجود صدوع قديمة موازية لنظام البحر الأحمر تمتد بطول 200 كيلو متر أي أن المدن الواقعة على ساحل البحر الأحمر الأكثر تضررا وأكثر عرضة للزلازل. وإزاء هذا فإن هيئة المساحة الجيولوجية حددت ثلاث خطوات لمواجهة الزلازل (وهي إجراءات احترازية) أي ضرورة أن تكون الجهات المعنية على أهبة الاستعداد حالما يحدث أي زلزال، وتلك الخطوات تتعلق بجاهزية الدفاع المدني ووزارة الصحة وتطبيق كود البناء السعودي المقاوم للزلازل من قبل الأمانات. ولو قسنا هذه الإجراءات ومدى فاعليتها فيما حدث في العيص، فهل يمكن لنا الإطمئنان.؟ ولنتذكر ما حدث في العيص. ما حدث هناك كشف أن ليس هناك جهة لديها الجاهزية المثلى لتخفيف أضرار الكوارث الطبيعية، وكوارث سيول جدة برهنت أيضا ضعف الجاهزية والتي أبقت الدفاع المدني وحيدا على أرض الواقع وهو ما حدث أيضا في العيص ولا يستطيع الدفاع المدني مجابهة أي كارثة طبيعية بمفرده ما لم تتضافر كل الجهود بإيجاد خطط مسبقة لإدارة الكوارث مع خطط سابقة تستهدف تقليل الأضرار. ولو عدنا إلى الإجراءات الاحترازية التي تراها هيئة المساحة الجولوجية واجبة النفاذ (للتقليل من آثار أي زلزال يقع) سنجد مثلا أن مستشفيات الصحة لن تستطيع فعل شيء كونها محدودة ومخنوقة بمرضاها ومراجعيها كما أن الأمانات في جهة أخرى عن توصية كود البناء ولم تهتم بمنع البناء في المواقع التي تعرف بنطاقات الزلازل، أو مصادر أو بؤر الزلازل وهو الإهمال الذي فعلته في السنوات السابقة عندما غضت الطرف عن البناء في باطن الأودية. وهذا يعني ضرورة التشديد على كل من يريد البناء أن يكون بناؤه مطابقا لكود البناء الذي يخفف من آثار الزلازل في حال وقوعها كما يجب إخضاع المباني القديمة التي تقع في الحزام الزلزالي إلى صيانة وسؤال المهندسين عن إمكانية معالجة وضعها بحيث يتم تمكينها من مقاومة أي هزة تحدث، وكلنا يعلم أن معظم إن لم تكن كل بيوتنا تقف في مهب الريح. إذا ما الذي يجدي من تفعيل الاهتمام بالاستعداد لمواجهة زلازل لا تعرف متى ستقع؟ أعتقد أن على الدفاع المدني أن لا ينام ويظل مستيقظا بتحفيز الجهات الأخرى لأن تكون مستعدة قبل وقوع المحذور لا سمح الله. أعلم أن التطمين مهم لكن الاستعداد أهم، وهذا الاستعداد لا يأتي ما لم يكن جرس الخطر يقرع دائما .. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة