بدأ الثوار الليبيون البارحة هجوما كاسحا على مدينة بني وليد قبل انتهاء المهلة التي كانوا حددوها في وقت سابق لاستسلام المدينة التي يعتقد أن عددا من أركان نظام القذافي يتواجدون فيها ومنهم؛ نجله الساعدي، موسى إبراهيم المتحدث باسم النظام، ومنصور ضو قائد الكتائب الأمنية في العاصمة طرابلس، وربما القذافي نفسه. وقال محمود عبد العزيز المتحدث باسم المجلس الانتقالي في موقع شيشان حيث تجمع الثوار على بعد نحو 70 كلم شمال بني وليد «إننا ندخل الآن بني وليد وسنقاتل». وتوقع سقوط المدينة خلال بضع ساعات قائلا «خلال بضع ساعات، سنستعيد بني وليد»، مضيفا ثمة أناس هناك طلبوا مزيدا من الوقت لكن صبرنا ينفد. وشوهدت شاحنات عسكرية مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة وقاذفات صواريخ تسير على طريق بني وليد، بينما كانت أربع سيارات إسعاف تستعد للتدخل لإجلاء الضحايا المحتملين للمعارك المتوقعة. وكان عبد الرزاق ناضوري الرجل الثاني في المجلس العسكري في ترهونة قال في وقت سابق أمس إن الثوار وجهوا إنذارا نهائيا لزعماء قبائل بني وليد، إما أن يستسلموا خلال 24 ساعة أو تبدأ المعارك اعتبارا من الساعة العاشرة صباح اليوم (بتوقيت ليبيا). وأشار ناضوري إلى أن سيف الإسلام نجل القذافي كان موجودا قبل يومين في بني وليد لكنه فر منها، بينما أفاد مصدر عسكري بارز في قوات المجلس الانتقالي أن قادة المجلس قريبون من التوصل إلى اتفاق مع زعماء القبائل في بني وليد بشأن استسلامهم السلمي الوشيك.ومن جهته، قال علي الترهوني وزير النفط في المجلس الانتقالي في مؤتمر صحافي في طرابلس إن هناك احتمالا بأن تنضم بني وليد إلى الثوار وتصبح تحت سيطرتهم، مضيفا أنهم يعرفون مكان القذافي والقبض عليه بات قريبا. غير أن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل قال إن الهدنة التي أعلنت حتى العاشر من سبتمبر (أيلول) ما تزال قائمة، مؤكدا أنها لا تعني أنهم لا يعلمون ما الذي يفعله الموالون للقذافي. وأضاف في مؤتمر صحافي «نحن في موقع قوة يمكننا من دخول أي مدينة، لكننا نريد حقن الدماء، خاصة في المناطق الحساسة مثل المناطق القبلية». وكانت حوالى 200 عربة قتالية وفرق طبية للثوار تقدمت صباح أمس باتجاه بني وليد من دون أن تدور معارك. وقال أحمد بلحاج قائد مجموعة من الثوار إنهم أتوا من مصراتة وتقدموا مسافة 70 كم من مواقعهم باتجاه بني الوليد، مشيرا إلى أن حوالى 600 ثائر في حال تأهب للمشاركة في العملية. وفي العاصمة طرابلس أعلن المجلس الانتقالي أمس تشكيل لجنة أمنية عليا تعهد إليها مهمة حماية المدينة. على صعيد آخر ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان أمس أن وثائق عثر عليها في مكاتب رئيس المخابرات الليبية السابق ووزير الخارجية موسى كوسا في طرابلس تشير إلى أن المخابرات الأمريكية والبريطانية ساعدت القذافي على اضطهاد المعارضين الليبيين.