التعبئة ضد العقل قادت العربي إلى المكابرة أمام أخطائه التي لا تخطئها العين خوفا من الملامة وهو ما مكن الكثير من بناء شخصيات من ورق سهل هدمها ومن الصعب بناؤها وذلك ما جعلهم صيدا ثمينا أمام الإحباط وجذر معوقات التنمية التي ستتلظى الأجيال القادمة بعلقمها إن لم نبادر بإصلاحها. أسباب عديدة لعبت دورا حاسما في التعبئة ضد العقل من أبرزها الدور الذي مارسه التكنوقراط وخصوصا من حملة الشهادات العليا لقراءاتهم العميقة في مجال التخصص والتي لم تسهم في تقدم علمي وجهل بعضهم العالي بغير التخصص من مجالات العلوم والمعارف وهو ما ولد ردة فعل عنيفة لدى عامة المجتمع كون المتعلمين لم ينجحوا في تقديم مفيد لأنفسهم وللمجتمع الأمر الذي رسخ ثقافة التعليم للشهادة والوجاهة الاجتماعية وليس للتعلم والتأمل وكنتيجة حتمية لهذه الممارسة تم اعتقال العقل والحجر على ركنه الرئيس التفكير دون شفقة ونمت على انقاضه ثقافة الكمال. إضافة إلى الدور السلبي الذي مارسه التكنوقراط ينبع الدور الذي مارسه جزء من المتثيقفين والمثقفين في الاصطدام المباشر بقيم المجتمع واستغلال الوعي غير المرتفع لعامة المجتمع في إثارة مواضيع قد لا تكون أولوية وبالتالي كان لهم نوعي في التعبئة ضد العقل. تبقى دور المثقفين الحقيقيين في التعبئة ضد العقل فدورهم لم يكن سلبيا وإنما عدم نجاحهم في إعداد خطاب توعوي يرفع استجابة شرائح واسعة من المجتمع لخطابهم قلل من أهمية أن يكون العقل أداة دارجة الاستخدام على نطاق واسع وعميق في مناحي الحياة اليومية، وكنتيجة لكل ما سبق ولضعف دور القطاع العام في تحقيق وثبات تنموية، حافظ المجتمع على انغلاقه وحرص على تورثيها وارتفعت الأصوات غير المباشرة المنادية بالقبلية والطائفية وكل ذلك مهدد لسلامة المجتمع.. إن ضخ ثقافة التفكير في المجتمع بشكل واسع سيكون له الكثير من التأثيرات الإيجابية في المجتمع وستنعكس على التنمية فيكفي أن ارتفاع وتيرة التفكير قد تساهم في ادخار أكثر من ربع الميزانية العامة للدولة التي تنفق نتيجة لأمراض جسدية أو اجتماعية ثقافية سالبة ورسخت ثقافة الترفيه وكونت ملامح المعاناة الفردية والأسرية وعلى المستوى الوطني، وقللت من فرص تنويع قاعدة الإنتاج الوطني وأثرت سلبا على قدرات الأفراد الإبداعية والابتكارية وسهلت تنمية الفكر الأحادي وتأثر عامة المجتمع بأي أفكار دون تمحيص ومع انتشار أدوات التأثير العالية في متناول الأفراد من الضرورة بمكان البحث عن موطن قدم للعقل في قلب المجتمع. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة