فشل رهان مدير قناة دبي علي خليفة الرمثي على المسلسلين المصريين «سمارة» و«كيد النساء» في جذب المشاهد العربي في شهر رمضان بعد أن وصفهما قبيل رمضان بأنهما من أكثر المسلسلات تميزا في صناعة الدراما المصرية، لما يحملانه من إثارة اجتماعية وتباينات ثقافية كان لها تأثير مباشر، في حبكة درامية تشد المشاهد وتجعله يعيش لحظات متصلة غير منفصلة، مع أحداث تحرك العاطفة وتضعه في حيرة غير متوقعة لأحداث تغير مجرى السلك الدرامي من خلال شخصياته، خاصة شخصية سمارة المثيرة للجدل والتي تؤديها الفنانة غادة عبد الرازق، وبطولة الفنانتين فيفي عبده وسمية الخشاب في مسلسل «كيد النساء». فمستوى الإثارة العالي والابتذال في أعمال يتحدث عن عوالم الراقصات لما يكن له أثر في عقيلة ووجدان المشاهد الخليجي خصوصا والعربي عموما في ظل الاضطرابات والثورات الحاصلة في شتى أنحاء العالم العربي، بدءا من مصر وتونس وليبيا واليمن وانتهاء بسورية والعراق. كما أن الموقف المعارض للثورة المصرية من قبل غادة عبدالرزاق كان له أثر سلبي على إعراض الجمهور عن متابعة العمل المنقول من فيلم سينمائي شهير كتبه محمود إسماعيل وأخرجه حسن الصيفي وقامت ببطولته الراحلة تحية كاريوكا ومحسن سرحان ومحمود إسماعيل ومحمود المليجي، لكن من حوله إلى شكل درامي هو الكاتب مصطفى محرم الذي سبق ونجح مع الفنانة غادة في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» العام الماضي وأخرجه محمد النقلي، وشارك في بطولة العمل، إلى جانب غادة، الفنانون لوسي، صبري فواز، ياسر جلال، أحمد وفيق، عمر الحريري، حسن حسني، محمد لطفي، سامي العدل، حسام شعبان، رجاء الجداوي، زكي فطين عبد الوهاب، والوجه الجديد رباب طارق. وتدور الأحداث حول «سمارة» الشخصية المحورية في العمل والتي تعيش في أحد الأحياء الشعبية في القاهرة وتملك والدتها المعلمة «جمالات» مقهى شعبيا ونفوذا ترهب جميع سكان الحي، حتى المعلم «سلطان» صاحب محل الفاكهة في الظاهر وتاجر المخدرات في الخفاء، في الوقت الذي يحاول الكثيرون التقرب منها، لتتوالى الأحداث متسارعة بعد وفاة والدها وزواجها من المعلم سلطان، فيما تسعى إدارة مكافحة المخدرات للوصول إلى شخصية نافذة تعتبر المسؤولة عن جلب المخدرات من الخارج، حيث تتحول سمارة إلى شخصية فاعلة في جميع خيوط العمل الدرامي. أما مسلسل «كيد النساء» فهو من سيناريو ابن الكاتب مصطفى محرم حسين وإخراج أحمد صقر ما جعل أحداثه تتشابه بعض الشيء من ناحية الإثارة والابتذال الذي لا يناسب قدسية شهر رمضان مع مسلسل سمارة، حيث تدور أحداثه في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حيث يتحدث عن «كيداهم عبد القوي» والتي ذاع صيتها لجمالها وجاذبيتها، مما جعل الصوان الذي تعمل يمتلئ عن آخره كل يوم برجال البلد والبلاد المجاورة الذين يأتون خصيصا لمشاهدتها، حيث وقع في حبها منصور أبو سليم الذي يطلق زوجته ويترك أولاده صافية ويوسف ويذهب معها إلى القاهرة، لتمر الأيام وتظهر عليه علامات الندم لما اقترفه تجاه زوجته القديمة وأولاده ويكتشفون أن كيداهم قد تركته بعد ما استولت على كل ثروته، لكنه سرعان ما يشتد عليه المرض ويموت، بعدما أن قام برد زوجته الأولى، لتبدأ الأحداث بعد ذلك من العام 2010، ولتصبح (كيداهم) معلمة كبيرة المقام وسيدة هذا الحي الشعبي، بعد أن أنجبت من حنفي البرنس ابنتان هما أمينة وكريمة وقد أصبحت (كيداهم) وحنفي من الأثرياء، لكنها في الحقيقة تحولت هي وزوجها الجديد إلى تجارة المخدرات، وتساعده فى إبرام صفقات المخدرات الكبيرة بما لديها من ذكاء وقوة شخصية، ليتابع الجمهور على مدى حلقات المسلسل حكاية كيداهم وصافية وكيد النساء إلى ما لا نهاية والتي لا تناسب مزاجية المشاهد العربي. مثل هذين العملين أثرا على مستوى الدراما المصرية هذا العام والتي تحسنت بعض الشيء رغم تأثرها الكبير بالثورة والتي قللت من كم الإنتاج المصري.