قصف الثوار الليبيون بمساندة من حلف شمال الأطلسي فلول قوات القذافي المتحصنة حول مسقط رأسه سرت أمس، وتدفق النازحون من المدينة المحاصرة تحسبا لوقوع مواجهة دامية خلال الأيام القليلة المقبلة. وأفاد قائد القوات المناهضة للقذافي في طرابلس عبدالحكيم بلهادي أن الساعدي نجل معمر القذافي عرض الاستسلام والانضمام للحركة التي أطاحت بوالده في حال ضمان سلامته. وقال بلهادي في تصريحات بثتها قناة «الجزيرة إنترناشونال» أمس أن الساعدي اتصل به هاتفيا عارضا الاستسلام، وأنه يعتزم متابعة الاتصال معه بخصوص هذا العرض. وأضاف أن الساعدي لمح إلى مكانه وطلب خلال المكالمة الهاتفية أن يكون جزءا من الثورة وأن يحصل على ضمانات كي يعود إلى أهله وإلى طرابلس. وأكد الساعدي القذافي لقناة العربية البارحة هذه الأنباء. وقال إنه اتصل هاتفيا بأحد قادة المجلس الوطني الانتقالي في طرابلس ومعه تفويض من والده في إطار جهود لحقن الدماء في ليبيا. وأضاف الساعدي مشيرا إلى حديثه الهاتفي مع عبدالحكيم بلحاج «نحن كنا نحكي على التفاوض القائم على حقن الدماء.. وأعتقد أنه توجد إمكانية للتفاوض». واستطرد «نحن نعترف أنهم يمثلون طرفا شرعيا تفاوضيا ونحن نريد أيضا أن يعترفوا أننا نحن الحكومة طرف شرعي تفاوضي». وعلى عكس اللهجة التصالحية للساعدي قال شقيقه سيف الإسلام في كلمة بثها تلفزيون الرأي من دمشق البارحة إن المقاومة مستمرة، داعيا الموالين للقذافي إلى ضرب «أهداف العدو». وأضاف سيف الإسلام «أتكلم من ضواحي طرابلس. أمورنا جيدة، المقاومة مستمرة والنصر قريب». داعيا إلى مقاتلة الثوار أينما وجدوا وشن حرب استنزاف. وعن سرت قال إن لديهم أكثر من 20 ألف شاب مسلح فيها. واستطرد «نحن قادمون قريبا لتحرير الساحة الخضراء في طرابلس». من جهة أخرى، أفادت أنباء بأن الثوار قبضوا على عبدالعاطي العبيدي وزير خارجية حكومة نظام القذافي أمس الأول في مزرعته في جنزور وهي ضاحية غربي طرابلس.