معظم المعلمين والمعلمات يتفقون أن أفضل طلابهم هم الذين يحصلون على الدعم والتوجيه من آبائهم، ويؤكدون أنه ومن خلال خبرتهم يرون أن الطلاب الذين يتمتعون بعناية واهتمام آبائهم هم أكثر نجاحا من غيرهم، وتتفق الدراسات مع ذلك فكلما زادت مشاركة الآباء في تعليم أبنائهم زاد تحصيلهم العلمي وحققوا نتائج أعلى وتحسن سلوكهم في المدرسة. لا عجب في ذلك فالساعات التي يقضيها الطفل في المنزل أكثر من تلك التي يقضيها في المدرسة مما يقتضي وجود أوقات عديدة يمكن للآباء أن يتفاعلوا فيها مع أبنائهم وبناتهم، بالإضافة إلى ذلك فإن المنزل يوفر بيئة تعلم أفضل بين الآباء وأطفالهم. هناك عدة مجالات يمكن أن يتدخل فيها الآباء للمشاركة في نجاح أبنائهم ومن أهم هذه المجالات ما يلي: * مراقبة وضبط غياب الأبناء. * الحرص على توفير منوعات من الكتب والمواد التعليمية في المنزل وتشجيعهم على استخدامها. * المراقبة والتوجيه في عدد ساعات مشاهدة التلفاز ونوعية المواد المشاهدة. لقد أكدت الدراسات أن السيطرة على هذه الثلاثة مجالات يزيد 90 في المائة من التحصيل العلمي للأطفال. كما أن موقف الآباء من التعليم بشكل عام ومن المعلم بشكل خاص له تأثير كبير على الطفل، فلو كان موقف الأب أو الأم من التعليم إيجابيا سيكون للطفل نفس الموقف الإيجابي. وإن كان أحد الآباء قلقا بشأن المدرسة أو المعلم فيجب الحذر من كيفية الإفصاح بذلك أمام الطفل، فلو علم الطفل أو استنتج أي موقف سلبي لدى أبويه تجاه المدرسة أو المعلم لتبنى الطفل ذلك الموقف وأصبح لديه نفس الموقف السلبي مما سيسبب آثارا سلبية عديدة لكل من يشارك في العملية التعليمية. فالموقف السلبي من التعليم أو اللامبالاة هو من أهم أسباب تدهور سلوك الطفل في المدرسة. وأخيرا، يجب على الآباء الحذر في كيفية تقبل نتائج الطلاب فذلك قد يسبب تغيرا كبيرا في مستقبل الطفل. بعض الآباء يتجاهل النتائج الضعيفة والبعض يصرخ ويعنف. وبعض الآباء يكافئ أو يعاقب أبناءهم بأساليب أخرى كشراء سيارة أو منعهم من الخروج وغيرها. وكل الحالات السابقة تبين أنها غير مفيدة. ولقد بينت الدراسات بأن هذه الأساليب أضرارها أكبر من منافعها. فالطريقة الأنسب والأنجح هي التشجيع وإعطاء النقد البناء في الوقت المناسب. فالأطفال الحاصلون على نتائج أعلى لديهم آباء يشيدون بهم ويشجعونهم ويعرضون عليهم المساعدة بشكل مستمر. سعود عبدالعالي الحربي باحث تربوي