قرأت ما كتبه الأخ فهد بن جليد عبر زاويته «حبر الشاشة» تحت عنوان (اضرب اركل امصع أنت معلم) وذلك في عدد الجزيرة 14248، وأتفق مع الكاتب في الكثير من النقاط وأختلف معه في بعضها، يقول الأخ الكاتب: (كان الأب يوصي المدرس قائلاً هذا ولدي فلان «لكم اللحم ولنا العظم», لمعرفة «الأب» وإيمانه أن المعلم في ذلك «الزمن الجميل» كان بمثابة الأب والمعلم والمربي ولن يطبق هذه «المقولة» التي تقال على «مسمع» من الطالب ليدرك جدية العملية التربوية ويحفظ للمعلم كامل هيبته وقدره، أما اليوم فقد تحول بعض المعلمين إلى «مصارعين» في بعض مدارسنا رغم منع الضرب واعتباره وسيلة «عقاب غير تربوية» ولا يلجأ له إلا وفق معايير معينة). أ.ه. أقول للأخ الكريم العنف لا يولد إلا عنفا سواء كان ذلك في قديم الزمان أم في حديثه، كما أن لكل زمان طرق ومعايير في التربية قد تناسب ذاك الزمان دون غيره مع إيماننا أن القسوة والعنف قد غيرت مسار الكثير من طلاب ذاك الزمان واضطرتهم إلى التسرب والهروب من مقاعد الدراسة واستمعنا للعديد منهم وكيف ضاقت بهم الحال عن مواصلة الدراسة بسبب تسلط فلان و(فلكة) فلان.. كما أنني أتفق مع الكاتب فهد حينما قال: (الضرب في «كل الأزمنة» كان له آداب معينة وضوابط، الهدف منها التربية وليس تفريغ الشحنات والضغوط النفسية التي يعاني منها المعلم في جسد طفل بريء، وقد منع الضرب للخطأ والتوسع في استخدامه دون مبرر، «فالطفل الصغير» يربى باللين والرحمة وقد قيل قديماً «لاعبه سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً» ولم يقل اصفعه واركله سبعاً و»امصع أذنه» وهو لم يكمل سبعاً بعد) أ.ه فعلاً وجد الضرب للتأديب والتربية ولم يكن يوماً لتفريغ شحنات ومشاكل أسرية أو خسائر تجارية، ومنع في مدارسنا حفاظا على سلامة الأطفال والنشء عضوياً ونفسياً ولكي لا يتجسد هذا الأسلوب العدائي في نفوسهم، وبالتالي يتأذى منهم الآخرين داخل المدرسة وخارجها. كما ذكر الكاتب جزئية مهمة ألا وهي (المعلم الذي يضرب الطالب يغطي في الحقيقة خيبة وضعف شخصيته في توصيل المعلومة وإفهامها، فلو كان متمكناً من قدرته لوجد من الأساليب التربوية ما يغنيه عن الضرب، ولعل ضعف «رقابة الآباء» وتواصلهم مع المدرسة ساعد كثيراً في انتشار مثل هذه الحوادث) أ. ه أتفق تماما مع مقولته فكم من الأساليب التربوية الحديثة التي أصبحت جاذبة للطالب ومحركة لفهمه وإدراكه فلا تكاد تخلو مدارسنا من مصادر التعلم وتقنيات التعليم الحديثة والتي أصبحت عونا بعد الله للمعلمين في سهولة إيصال المعلومة، كما نرى سعي وزارة التربية والتعليم وكذلك جهود إدارات التربية والتعليم في تطوير أداء المعلمين والرفع من كفاءتهم بإقامة الدورات التدريبية للمعلمين وتنمية قدراتهم وزيادة مهاراتهم عبر برامج تدريبية هادفة وتتزامن مع حاجة العصر الحديث، كما أن الطالب اليوم متابع ومطلع على كل شاردة وواردة من خلال وسائل الاتصال الحديثة فقد يتفوق على أستاذه في الكثير من الأمور، وبذلك يتوجب على المعلمين مواكبة تلك التطورات والإحاطة بها. وختاماً: كما نسمع بعض السلبيات في مدارسنا ومن بعض المعلمين إلا أننا ولله الحمد نرى السواد الأعظم من المعلمين الأكفاء وكذلك المعلمات المخلصات والذين نجدهم يحرصون ويهتمون بشؤون طلابهم أكثر من حرصهم على أبنائهم في بث التربية الصالحة والقدوة الحسنة مع التفوق العلمي والإبداع، كما أننا نرى تعاطيهم الجيد وحسن التعامل مع طلابهم المتأخرين دراسياً، وذلك بتشجيعهم وتوجيههم وإرشادهم، وتقديم الحوافز المعنوية لهم والتأكيد عليهم بأنهم رجال المستقبل وسيتحملون المسؤولية وسيواصلون البناء وسيدفعون بعجلة التنمية، فوطنهم أعطاهم الكثير وينتظر منهم المزيد. محمد بن عثمان الضويحي - محافظة الزلفي