عشنا أياما مباركات في شهر رمضان الكريم، ورأينا كثيرا من الناس يرتدون أثوابا ملائكية، عكست أخلاقا وسلوكيات قلما نجدها في غير رمضان، ولعلي هنا أذكر نفسي، بأن من علامات قبول عمل المرء منا في رمضان، هو أن نستمر على ما كنا عليه خلال هذا الشهر من عبادة وحسن خلق. ويأتي صدور هذه السطور، ونحن في غمرة الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وأسأل المولى الكريم أن يعيده على بلادنا: حكومة وقادة وشعبا، بكل خير وتقدم وازدهار، كما أرجو القادر الجبار، أن ينعم على أمتنا الإسلامية بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار، فنسمع كل خير قادم من سورية وليبيا واليمن وغيرها من بلاد المسلمين، وأن يرفع المجاعات والأوبئة عن إخواننا في الصومال وغيرها. ولعل أبرز ما نلمسه في أيام العيد هو التواصل بين المرء وأهله وأرحامه، نعم، هناك من طمس الله على بصره وبصيرته، فقطع الأرحام، وقضى أيام العيد إما نوما، أو لهوا وعبثا، ونسي أن عيد الفطر مناسبة دينية ذات أبعاد اجتماعية، شرعه الله تعالى لمزيد من التماسك الأسري والاجتماعي، بدءا من زكاة الفطر ومرورا بصلاة العيد الجامعة، وانتهاء بالزيارات واللقاءات التي ينبغي أن تكون لله وفي الله. لكن ثمة اتصالات وزيارات لا ينبغي أن تقتصر على أيام العيد وحسب، نؤديها في أيام معدودات، فإذا ما انقضت هذه الأيام، نسينا معها واجبات من المفروض أن تلازمنا خلال كل أيام حياتنا، وأقصد هنا الأرحام بشكل عام، وأنا على يقين من أننا نعرف جميعا من خلال قراءاتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي ترجع بشكل رئيس إلى مصدر أساسي، ألا وهو ديننا الحنيف، أقول نعرف أن لها مكانة في حياتنا، ومن ثم لست بحاجة إلى إيراد النصوص والأدلة على وجوب الحفاظ على هذه الصلة، والتحذير من قطعها. وربما تأتي على قمة هذه الصلات التي نحن مطالبون بوصلها، والمحافظة عليها، تلك العلاقة الغريزية الإنسانية التي تربط بين الأبناء والوالدين، وبخاصة الأمهات، فقد يكون عند الآباء ما يشغلهم من أعمال وسفريات وغيرها، لكن الأمهات بحاجة إلى التواصل لا عبر «الانترنت» ولا عبر «الجوال»، وإنما عبر اللقاء الحميمي، وارتماء الأبناء مهما كبروا في أحضان أمهاتهم، بل وتحت أقدامهن، وأذكر هنا والله أعلم بصحة الخبر أن الطاغية فرعون، كان رغم جبروته وطغيانه، بارا بأمه، ولذلك ظل موسى عليه السلام يدعو عليه أعواما عديدة دون أن تصيب فرعون دعوة موسى، إلا بعد أن ماتت أم هذا الفرعون، ولعل في هذه القصة ما يشير إلى عظم البر بالأمهات، واستفادة الأبناء أنفسهم من مردود هذا البر، الذي ترى آثاره في الدنيا، وتدخر آثاره العظمى لنا في الآخرة. فزيارة الوالدين وبرهما ووصلهما ضرورة في أيام العيد، وما بعد العيد، ومن فرط في جنب والديه فيما مضى، فعليه أن يجعل من هذا العيد بداية جديدة، فيبدأ بإصلاح العطب، وتقويم الخلل، الذي حل بعلاقاتنا الأسرية والإنسانية بشكل عام نتيجة استحكام الماديات في سلوكياتنا من جانب، واستسهال آليات العصر الحديث من انترنت وجوال وغيرها، من جانب آخر. صدقوني، إن أموال الدنيا كلها لا تعدل دعوة صادقة، تخرج من قلب أم بلغت من الكبر ما بلغت لابن بار، أو ابنة بارة، ولا تنسوا أن الجنة تحت أقدام الأمهات .. والله الهادي والمستعان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة