في البداية أود أن أنوه باعتماد الزيادات والمكافآت في رواتب الأطباء في جميع القطاعات الحكومية وقد جرى صرف هذه البدلات في بعض القطاعات وتأخر بعضها في القطاعات الأخرى مما قد تسبب في إمكانية حدوث مشكلة في القطاعات التي لم تصرف البدلات، فمثلا قد فكر أطباء وزارة الصحة في الانتقال إلى قطاع وزارة التعليم العالي نظرا لصرف بدلات الندرة والسكن وإمكانية صرف بدل التميز قريبا، ومما لاشك فيه أن هذا التفكير قد يكون صحيحا بالحساب السريع للمسألة ولكن بعد التدقيق لابد أن يكتشف أي إنسان عاقل أنه قرار خاطئ جملة وتفصيلا، فمن حيث المنطق فإن طبيب وزارة الصحة يتقاضى راتبا أعلى من حيث الراتب الأساسي وليس لديه أعباء وإجراءات كثيرة للترقية من أستاذ مساعد إلى أستاذ مشارك إلى أستاذ من حيث نشر الأبحاث والعمل الأكاديمي، وقد اكتشف أطباء تابعون للمستشفى الجامعي في جدة بعد تغيير وظائفهم إلى الكادر الجامعي أن راتبهم قد قل عما كان عليه ويطالبون حاليا بالرجوع إلى وظائفهم القديمة. ولعله من المفيد إيضاح نقطتين مهمتين هنا الأولى أن الزيادات في الراتب حسب وزارة التعليم العالي هي بدلات فقط أي أنها لا تحسب عن التقاعد، بينما البدلات (التميز والندرة والتدريب) تحسب في الراتب الأساسي عند جميع الوزارات الأخرى ولا تخصم عند التقاعد، وهذه ميزة جديدة وجيدة في جميع الوزارات (الصحة والحرس الوطني والقوات المسلحة) ما عدا وزارة التعليم العالي. والنقطة الأخرى الذي يجب حسابها ممن يفكر في النقل من جهة إلى أخرى، أن العمل في وزارة الصحة له أولويات غير وزارة التعليم العالي غير المستشفيات العسكري، فوزارة الصحة اهتمامها الأول هو علاج المرضى وأداء خدمة المريض على جميع المستويات الطبية (الرعاية الأولية والتخصصية)، والمستشفيات العسكرية لها اهتماماتها الطبية الخاصة من رعاية منسوبيها وتجهيز مستشفياتها بما يناسب مسؤولياتها وتجهيز أطبائها العسكريين لحالات استدعائهم وغيرها والمستشفيات التخصصية ليس من المفروض عليها التفرغ للخدمات الطبية الروتينية كإجراء العمليات الجراحية العادية أو إجراء الولادات، بل يجب عليهم العناية بالحالات النادرة والحرجة وإعطاء خطط العلاج لأمراض السرطان لأطباء وزارة الصحة بعد التحويل .....إلخ، والمستشفيات الجامعية يجب أن يكون هدفها الأول تدريب الطلبة والطالبات وليس إعطاء خدمة المرضى وإجراء العلاج الطبي سواء الجراحى وغيره، وأيضا تقع عليها مسؤولية إجراء البحوث ومتابعة التقدم والجديد في المجال الطبي وتثقيف الأطباء الممارسين في المجتمع بكل ما هو جديد ومفيد، ومن هذا يجب أن نخلص إلى أن المستشفيات جميعها يجب أن تكون مكملة بعضها لبعض من حيث الأداء، ويجب أن تتخصص كل فيما يخصه ليتم الإبداع، ويجب أيضا أن يتم مساواة جميع أطباء الدولة من حيث المبدأ ولكن يتم التفريق بينهم من حيث الأداء، فالذي يحصل على شهادة تخصص دقيق يعطى بدل ندرة، والذي يتميز في أدائه يعطى بدل تميز، والذي يقضي معظم وقته في تدريب الأطباء يعطى بدل تدريب ... إلخ. أ. د. عبد الرحيم روزي أستاذ أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب في جامعة الملك عبد العزيز