«الضحك والبكاء»، عنوان ما يتبادر إلى انطباع المشاهد بكسر الهاء والحالة للمشاهد بفتح الهاء والهبالة المطروحة والملقاة على شاشة رمضان، التي تجمعنا، وتفرقنا في نفس الآن. «سالفة» إضحاك البعض على الكل. أو تركيب نموذج النادر، على نموذج الظاهرة. أو تعميم الخاص المستور، على حساب لفت انتباه العام والجمهور. كلها قضايا أكبر من أن تناقش مع من يعطيك الانطباع المتوالي لمشاهدته على الشاشة، أن الأهم في الأمر لديه، كيف تملأ مكانك المنعدم طوال العام، في ظرف ثلاثين يوما على الشاشة والانطباع العام حق مكفول بالقانون البشري لأي كائن كان. ربما يشعر الممثل بانعدام وجوده في بلد لم يهب التمثيل ولا المسرح ولا السينما ما تستحقه في معنى كيف تبني أمة نفسها على مستوى الصعد. وبكونه دائما ما يكون تمثيله «مع نفسه». لكن ذلك لا يمنحه الحق في أن يكون مهرجا، ولا طبالا، ولا صارخا بفجاجة، لأجل لفت انتباه أكثر العابرين في شوارع الحياة وتوفير رواتب طاقم القناة المحترفة للتهريج. كان يقال قديما قبل دخول عهد اختراع النظرية، عن «سالفة» الرجل الذي يتقصد زمزم المباركة ليبول فيها. وهو أمر قد يمتد إلى عهد انقراض السالفة وودخول عصر ما بعد النظرية، لترى كم «ممثلا» اليوم، يحاول جعل قضية منكرة ومطمورة تحت باب العيب والحرمة والانعدام إلى عمل مطول على الشاشة. ولا بأس بذلك. السينما تحتاج لمثل هذه المواضيع الحساسة ولو ندرت. لكن أن يصاحب الأمر الضحك والتهريج والاستهتار، فإن ذلك يحيلها إلى أن تدخل حيز المألوف والعادي والمستسهل، لحساب واحد، هو إرضاء حساب هذا «المنتج» وذاك بمقدار أكبر من المشاهدين والنقود. متناسين في نفس الوقت دور من نكبوا في تلك الحادثة الحقيقية لا الممثلة. المبكية لا المضحكة. في مسلسل آخر، لا دور لفتاتين أو ثلاث عجائز أحيانا إلا الضحك المتغنج، وتمثيل دور المرأة الساذجة والمدللة حد أن لا تعي من الأمر شيئا. وإذا كانت المرأة السعودية، تحارب من أجل إيصال صورتها الرائعة والمشرقة والبطولية، فإن أول دور يجب أن تتخلص منه، هو دور «الديكور» الثانوي في المسلسل السعودي أو البرنامج التلفازي والمسرح. لا نطلبها أن تكون لها البطولة في الإضحاك. نطلبها أن لا تكون لها البطولة في إضحاك الآخرين عليها. وقبل أن تفكر في قيادة السيارة على الشارع، يجب أن تفكر في قيادة نفسها على الشاشة. ولو كان في عالم «الأوسكار» جائزة للتهريج، لحصلت عليه الممثلة الرمضانية السعودية دونما منازع من آدم سميث، ولا غيره من أبطال «التمثيل» السعودي، الذين لم يجيدوا التمثيل الحقيقي بعد، ولو «تمثيلا» على الأقل، أو لحساب الخبرة والتعجيز وما لا يحصل بالموهبة يحصل بالسنين الطويلة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 252 مسافة ثم الرسالة