تناول العميد الدكتور مشعل الجعيد في كتابه «الأربعين الأمنية» أهم قواعد ترسية الأمن في المجتمع، وهي الأمن الثقافي، الاقتصادي، الصحي، السياسي، والجنائي. ونوه أن الإخلال بإحدى هذه القواعد الخمس إخلال بالمنظومة الأمنية في حياة الشعوب، مشيرا إلى أن الأمن لا يكتمل إلا بترسية القواعد مجتمعة، دون فصل أو تجاهل أحدها. وأكد أنه عالج في كتاب مبسط أهم الأدلة النبوية التي ذكرت في هذه القواعد الخمس، والسبب ما لمسه من تغييب وتقصير واضح تجاه بعضها. يقول: «اخترت أهم خمس قواعد لترسية الأمن في المجتمع، فذكرت تحت كل قاعدة أهم الأدلة الواردة من السنة، حتى جمعت 40 حديثا». وبين الجعيد أنه اعتمد في جمع الأدلة على رسالته في الدكتوراه في جامعة أم القرى والتي عنوانها «تنمية الأمة الاجتماعية من منظور تربوي إسلامي». مشيرا إلى أن حرصه على تأليف الكتاب جاء من منطلق سعي الحكومات على نشر ثقافة الأمن بين أفراد الشعوب، إضافة أنه أي الأمن فريضة دينية ومطلب إنساني وظاهرة حضارية وركيزة للانتماء وطريق للتنمية والرخاء والسعادة. واستشهد ببعض الأدلة المندرجة تحت الأمن الثقافي للعلاقات الاجتماعية، كحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ففيهما فجاهد) إشارة إلى ضرورة الاهتمام بالوالدين. وقوله صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل، الصائم النهار)، وذكر أدلة في الأمن الاقتصادي كحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابته السماء يا رسول الله قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له صدقة). وما جاء في كتابه عن الأمن الصحي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الفطرة خمس، الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر). وعن تسمية الكتاب بالأربعين الأمنية، أوضح الجعيد أن ذلك ليحظى باهتمام الناس، على غرار ما حققه كتاب الأربعين النووية.