توقع مختصون في الشؤون العقارية تغيرا ملموسا في النمط العمراني في شمال جدة، مع انطلاق العمل في أطول برج في العالم في مدينة جدة، بارتفاع 1000م وبتكلفة 4.6 مليار ريال، على الرغم من وجود 55 حيا عشوائيا في جدة يسكنها 1.2 مليون نسمة يمثلون أكثر من 30 في المائة من عدد السكان. وقال رئيس طائفة العقار خالد بن عبد العزيز الغامدي إن برج شركة المملكة القابضة الذى تأخر تنفيذه أربع سنوات كاملة من أجل إجراء المزيد من الدراسة، سيكون معلما معماريا وحضاريا متميزا، يؤسس لحقبة جديدة من المشاريع الإسكانية العملاقة التى تستحقها مدينة جدة التى لم تشهد إنشاء فنادق جديدة ذات 5 نجوم منذ سنوات بعيدة. وتوقع أن يؤدى مشروع البرج إلى تغير في النمط المعماري نحو سيادة نهج جديد من البناء، وفق مفهوم المدن الذكية التى توفر 50 في المائة من استهلاك الكهرباء و30 في المائة من استهلاك المياه، مشيرا إلى أن التوسع في البناء الرأسي على غرار البرج المزمع إنشاؤه خلال 63 شهرا من شأنه أن يقلل من التكاليف العالية للبنية التحتية ومشاريع الخدمات. من جهته، أعرب رئيس اللجنة العقارية في غرفة جدة عبد الله بن سعد الأحمري عن أمله في أن يؤسس برج المملكة الجديد لتقنيات المدن الذكية في البناء اعتمادا على توظيف تقنيات الحاسب الآلى، ووسائل الاتصال في دمج أنظمة المباني والتنسيق بينها من أجل رفع كفاءة المبنى وترشيد كلفة الاستخدام والصيانة. وأشار إلى أن المباني الذكية تعتمد على تقليل المسطحات ودمج بعض الأنشطة مثل صالة المعيشة ومساحات المكتبة والأثاث، بما يجعل الحياة أكثر سهولة وأقل تكلفة، مشيرا إلى أنها أيضا تحقق الكثير من المطالب الاجتماعية مثل الأمان داخل المساكن والحد من السرقات وحوادث التيار الكهربائي. وقال العقاري خالد شاكر المبيض إن هذا المشروع له تأثيرات إيجابية على المنطقة بشكل خاص وعلى مدينة جدة والمملكة بشكل عام، فهو حدث يهم جميع سكان العالم بمختلف الأعراق، فالأنظار ستتجه نحو أطول برج في العالم إما فضولا وإما أعجابا، وستتجه بوصلة الاستثمار إلى تلك المنطقة للاستفادة من التأثيرات الإيجابية المصاحبة لهذا المشروع العملاق، ويتسابق العديد من المستثمرين لتطوير مشاريع عقارية مزامنة لهذا الحدث، وبالتالي أتوقع أن تصحب هذا الحديث مجموعة من المشاريع العقارية النوعية إلى مدينة جدة، فقد نشاهد مشاريع عقارية قياسية على غرار أكبر مول في العالم الذي صاحب برج خليفة في دبي، كما أن البرج سيحدث طفرة في مستوى التصاميم المعمارية للمنطقة ككل، إذ إن مشروعا بهذا المستوى سيرفع مستويات المنافسة بين المطورين العقاريين. وحول ظهور مشاريع ضخمة بنفس هذا المستوى، قال هناك العديد من الفرص الاستثمارية المصاحبة بالعادة لإطلاق أعلى برج في العالم، جزء منها سياحي وجزء منها ترفيهي وآخر منها تسويقي، ففي اعتقادي أن عدد الراغبين في زيارة أطول برج في العالم سيكون عددا ضخما سنويا ومن جميع أنحاء العالم، كما أن هناك فرصا للاستثمار في مجال الفنادق والمراكز التجارية والأماكن الترفيهية لتغطية الحجم الضخم المتوقع من زوار هذا الصرح العالمي، فبالإضافة إلى مكانة جدة بسبب قربها من الحرمين ستضاف لها مكانة مهمة عالمية بسبب وجود أطول برج في العالم فيها، ما يجعلها إحدى الوجهات السياحية العالمية المهمة للعديد من السياح الراغبين في زيارة البرج. وحول حركة البيع والشراء والبناء في المنطقة، أشار المبيض قائلا إن حجم الفرص المصاحبة للمشروع سيغري العديدين سواء للسكن بالقرب منه أو للاستثمار في عقارات مجاورة لهذا المشروع الضخم، وهذا بدوره يخلق حركة بناء وبيع كبيرة في المنطقة. وحول الأسعار المتوقعة للعقارات المجاورة، قال إن منطقة تطوير برج المملكة ستكون لها مقاييس خاصة في تقييم السعر، حيث تصل أسعارها إلى مستويات ضخمة مواكبة حجم التطوير فيها، وبالتالي سنشهد أسعارا غير مسبوقة للعقارات في المنطقة.