تلميح لا أظنه عفويا، ذلك الذي يختبئ في مانشيت الصفحة الأولى لعكاظ يوم أمس، والذي يقول: «جدة في ذمة المالية: اعتمدوا 50 مليونا للقوارض وإلا..». مضمون الخبر يشير إلى توجيه سمو وزير الشؤون البلدية والقروية لأمانة جدة بمواصلة العمل على مكافحة البعوض والحشرات والقوارض مهما كانت المعوقات، وتفويضه لأمين جدة صلاحية طلب اعتماد 50 مليونا من وزارة المالية، أو إجراء مناقلة بين بنود ميزانية الأمانة لتوفير المبلغ في حال عدم موافقة وزارة المالية. العنوان والخبر يوحيان بأن الاحتمال الأرجح أن ترفض وزارة المالية اعتماد الملايين الخمسين، وإذا كان لها مبرر نظامي في هذه الحالة فإنها في أكثر الحالات ينطبق عليها قول الشاعر: «يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما»، والمهم أن الجميع في ذمة وزارة المالية وليس جدة وأمانتها فقط. وعلى أية حال لا نريد الاستغراق في الحديث عن هذه الوزارة «البعبع» لأن الحديث عنها سيجرنا إلى متاهات لسنا بحاجة لها. لكننا في نفس الوقت نسأل عن هذه القوارض والحشرات والبعوض التي تعشش في زوايا جدة بشكل كثيف رغم برنامج المكافحة الشاملة الذي بدأ قبل ثلاث سنوات ونصف تقريبا ورصدت له ميزانية ضخمة، نسأل لماذا لم تنخفض كثافة جيوش الحشرات بنسبة معقولة بعد هذه الفترة من المكافحة، وما هو المدى الزمني والأهداف المحددة لبرنامج المكافحة ؟؟ هذا السؤال نوجهه إلى اللجنة التي أوصت باستمرار المكافحة، وأصدرت توصيات منها: التأكيد على مقاول النظافة برفع النفايات أولا بأول وزيادة الحاويات وعمال النظافة!!.. طبعا لابد من وضع علامات التعجب، لأن هذه الجملة تفيد بأن مقاول النظافة لا يقوم برفع النفايات أولا بأول، ولا يؤمن حاويات كافية أو عددا كافيا من العمال، وهذا ما يشهد به الواقع في كل الشوارع الخلفية. إنه مشهد مألوف أن تتحول بعض الحاويات إلى تلال ضخمة من النفايات ليومين أو ثلاثة، لا يتفقدها أحد سوى القطط، أما المقاول فهو يتابع مستخلصاته فقط. مسألة عقود النظافة من حيث المواصفات والمتابعة تشكل جزءا مهما من أسباب مشكلة القذارة المنتشرة في الأحياء والأمراض التي تسببها.. المسألة ليست وزارة المالية فقط، لأنها لو فتحت كل خزائنها في غياب المسؤولية والضمير لن نستطيع تحريك ساكن. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز259مسافة ثم الرسالة