فضل المخرج السوري نجدة إسماعيل أنزور التريث وعدم الرد على كل ما يدار من انتقادات واتهامات واحتجاجات على مسلسله «في حضرة الغياب» الذي يتناول حياة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش إلى أن ينتهي عرض العمل. وقال في تصريحات خص بها «عكاظ»: احترم كل الانتقادات التي طالت العمل، لكنهم لن يكونوا أكثر حبا ووفاء من زوجته حياة التي دعمت المسلسل وحضرت جزءا من التصوير واجتمعت بالكاتب وأعطته كثيرا من التفاصيل حول حياة الشاعر، وأبدت السيدة حياة إعجابها بالمستوى الفني للعمل بعد أن شاهدت معظم المشاهد المصورة. كما اجتمعت حياة أكثر من مرة ببطل العمل فراس إبراهيم والكاتب حسن يوسف، وأعطتهما الكثير من التفاصيل الشخصية التي كان لها كبير الأثر في إضفاء المزيد من المصداقية على المسلسل الذي يتناول سيرة شاعر الأرض. مبينا «تزامن وجود حياة الحيني في دمشق مع زيارة غانم زريقات، صديق محمود درويش الشخصي، الذي قدم من عمان ليؤكد لي ولأسرة المسلسل دعم أصدقاء درويش للعمل، وليتمنى لهم التوفيق والنجاح». وقال زريقات «هذا المسلسل رسالة حب لمحمود درويش، وهذا ما استخلصته من قراءتي للسيناريو ثلاث مرات». وشدد أنزور على أن هذه كلها شهادات بحق العمل من أقرب المقربين له، مؤكدا حرصه على ظهور العمل بأفضل شكل ممكن، مضيفا «بذلنا في العمل جهدا كبيرا ولم نقدم العمل بشكل عشوائي، كما يرى البعض، ولم نتعمد تشويه صورته». وزاد أنزور «من المستحيل أن يقدم الممثل الصورة الحقيقية للشخصية مهما كانت براعة الممثل، لكن الفنان فراس قدم مجهودا كبيرا في محاولة تقمص الشخصية من خلال تتبع كل ما له علاقة بهذا القمة الأدبية الكبيرة». وأشار أنزور إلى أن تعود على كثرة الانتقادات وأنه لن يلتفت لها في الوقت الحالي لأنه مازال مشغولا بتصوير ما تبقى من المسلسل، معتبرا أن الحكم على نجاح المسلسل من فشله أمر سابق لأوانه. وكانت مجموعة من الأصوات الثقافية والأدبية في فلسطين والعالم العربي قد تعالت في مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات في أول أيام رمضان معترضة على العمل ومطالبة بإيقافه ومنتقدة الفنان فراس إبراهيم على تقديمه لهذا العمل الهزيل - على حد وصفهم.