نجح الدفاع المدني في الاعتماد على كفاءات أمنية مدربة تعمل على حماية المواطنين والمقيمين والمحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم، من خلال تطبيق آليات عمل حديثة بتقنيات عالمية أسهمت في الحد من انتشار الحرائق والتنبيه من وقوع الكوارث الطبيعية. وتمثل غرفة القيادة والسيطرة والعمليات التابعة للدفاع المدني في منطقة جازان، أنموذجا متميزا في تعامل العاملين فيها من ضباط وأفراد، مع المتصلين على مختلف أعمارهم رغم حرمانهم لذة تناول طعام الإفطار مع أسرهم وذويهم وأقاربهم واضطرارهم للإفطار، إما داخل غرفة القيادة والسيطرة، أو داخل مركباتهم وهم يسيرون في الطرقات حاملين أرواحهم على أكفهم في سبيل إنقاذ أسرة أو فرد، أو منزل تعرض لحريق، أو إنقاذ شخص غريق، أو محتجز في سيل. قبل لحظات من انطلاق أذان الإفطار، يبدأ الطاقم الإداري في غرفة القيادة والسيطرة بالتجهيز لمائدة الإفطار، حيث يحضر كل شخص طبقا معينا للمشاركة في الإفطار في جماعية تسودها روح التعاون والمحبة. يقول مدير الاتصالات السلكية واللاسلكية في المركز الملازم أول محمد علي فاتك أنه أمضى ما يقارب السبعة أعوام في الدفاع المدني، وعامين في غرفة القيادة والسيطرة في خدمة الناس في رمضان في أحلك الظروف وأصعبها تحت شعار تقديم الواجب في أي مكان وفي أي زمان وتحت أي ظرف وحفظ النفس وإسعاف المصابين وإنقاذ الأرواح، مضيفا أنه تعود على هذا العمل بروح الألفة والتآخي والفريق الواحد. وعن طبيعة العمل، أوضح أنه يسير على ورديات كل وردية تعمل 12 ساعة، مشيرا إلى أن غرفة العمليات تتلقى أكثر من 100 بلاغ على مدار اليوم ولكن أغلبها بلاغات كاذبة، ولكن يتم التعامل معها وفقا لطبيعة العمل، وهناك بلاغات إزعاج تزيد على البلاغات الفعلية، لافتا إلى إدخال آلية جديدة لوضع حد للبلاغات الكاذبة وتحديد مكان المتصل. إلى ذلك, أكد رئيس قسم العمليات في المركز الملازم أول علي محمد القحطاني، قدرة الكفاءات في مركز القيادة والسيطرة على التعامل مع البلاغات وتمريرها، مشيرا إلى أن هناك 23 خطا من خطوط البلاغات، منها 15خطا تعمل الآن و 8 تعمل بطريقة تبادلية، بالإضافة إلى 9 خطوط ساخنة مع الجهات الرسمية ذات العلاقة لطلب المساندة، وبعد ورود البلاغ يتم تحريك الفرقة التي تصل لمقر البلاغ في زمن وجيز لا يزيد على دقائق معدودة، لافتا إلى تلقيهم نشرات يومية من هيئة الأرصاد هي عبارة عن تنبيهات وتحذيرات بالتقلبات المناخية يتم التعامل معها وفق الحالة. وعبر كل من ناصر مشاري وعثمان أبكر عقيلي وحسن مفرح صحاري وفهد علوان آل ذياب وأحمد عيسى حكمي (أفراد في مركز القيادة والسيطرة) عن مدى سعادتهم بأداء الواجب وهو ما يبدد إحساسهم بغربة الإفطار بعيدا عن أسرهم ومنازلهم.. ويشير محمد خردلي إلى أن أصعب لحظة تواجهه هي تلقيه بلاغا في اللحظات الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار عادة، بوقوع حادث فيه إصابات، متمنيا من كافة المواطنين أخذ الحيطة والحذر أثناء قيادة المركبات في تلك الأثناء كون الجميع على عجلة من أمرهم، الأمر الذي يزيد نسبة الحوادث والإصابات، مضيفا أن أداء الواجب بكل أمانة ينسيه الإفطار بالقرب من الأهل والأبناء.