«المرأة السعودية هي مواطن بالدرجة الأولى، له حقوقه وعليه واجباته ومسؤولياته»، هكذا صرّح خادم الحرمين الشريفين، معلنا وموضحا ومكمما لأفواه من يريدون للمرأة القنوع والخنوع والانقياد لسطوة الرجل، تحت ذريعة الشريعة واتباع تعليمات الدين. ويمثل برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، نبراس علم ونور لشباب وفتيات هذا الوطن، وأملا لغد مشرق، ولكن ما ينغص ويئد أحلام العديد من شابات الوطن، شرط سفر المحرم! ليس الجميع لديهن محارم جاهزون لتلبية أمنية استكمال الدراسة بالخارج، وليس الجميع لديهنّ محارم قادرون على السفر معهن، وليسن جميعهن يرفلنَ في نعيمٍ أسري ليوافق ولي الأمر على ابتعاثها لتكمل حلم دراستها، وإن وافق فمن أين تبحث عن محرم؟ ليس الجميع هكذا يا دكتور عبدالله الموسى، فشروط ابتعاث الطالبة مزعجة ومجحفة أحيانا، ولذا كان التحايل من قبل البعض فظهر نوع زواج جديد «مسفار»، لتتمكن الطالبة من إكمال دراستها بالخارج، عن طريق استيفاء شرط «وجود محرم»!. ولمَ اشتراط وجود المحرم إن وافق ولي أمرها على سفرها ودراستها بمفردها، ووقع إقرارا بذلك؟ لا عجب أن اضطر بعض أولياء الأمور والمحارم إلى السفر مع الطالبات لمدة شهر أو أقل، وإنهاء الإجراءات في الملحقية ثم العودة للمملكة، فهم يثقون في بناتهن، فلمَ الإصرار على الوصاية رغما عن الوصي؟ والمضحك يا دكتور طلب إحضار صك ولاية من ولي الأمر إلى «المحرم»؟! ليصبح المحرم ولي أمر آخر! فهل الفتاة السعودية لا حول لها ولا قوة، ولا عقل راجحا أو قرار يُحترم، لمَ هذا الخوف المبالغ فيه؟ ولصالح من تعسير ابتعاث السعوديات؟ ونظرة سريعة لنتائج المبتعثات السعوديات، وتميزهن، تجعلك تمتلئ فخرا.. فرفقا بالقوارير يا سادة. مدد: «لن نسمح أن يقال إننا في المملكة، نقلل من شأن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، ولن نقبل أن يلغى عطاء نحن أحوج الناس إليه».. عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.