تعكس المحطات المختلفة العديد من الأبعاد الحضارية، وحرصت مساء اليوم أن أشاهد أغربها على كوكب الأرض. وبالأصح فكانت خارج كوكبنا. كان مسارها يبدو بطيئا بالرغم أنها كانت تسير بسرعة تبلغ حوالى 28 ألف كيلو متر في الساعة، يعني تلف حوالى 16 مرة حول العالم يوميا، وعلى ارتفاع يتراوح بين 278 إلى 462 كلم. وهي أضخم الأجسام الفضائية الطائرة التي صنعها الإنسان لدرجة أننا ممكن أن نراها بالعين المجردة في السماء. وزنها يعادل وزن طائرة جامبو... حوالى أربعمائة ألف كيلوجرام. وطولها يعادل طول حوالى عشرين سيارة لاند كروزر، وعرضها يعادل عرض عشر سيارات كامري. ويقطنها ستة رواد فضاء من جنسيات مختلفة يتم تغييرهم بين كل فترة وأخرى بطواقم جديدة تأتي وتذهب معظمها عبر مركبات «سيوز» الفضائية الروسية. واستغرق بناؤها فترة أطول من العشر سنوات في أكبر برنامج تعاون دولي في الفضاء بجهود أفضل عقول أمريكا، وروسيا، وأووربا، واليابان، وكندا. وخلال تلك الفترة لم تخل المحطة من رواد الفضاء من رجال ونساء يمثلون خمسة عشرة جنسية مختلفة، وكلهم على مستوى عال جدا من العلم والقدرات الفنية والجسمانية. وبلغت تكاليف إنشاء هذه التحفة الهندسية التي تعتبر إحدى عجائب العالم الحديث أكثر من خمسمائة ألف مليون ريال. والحديث هنا هو عن محطة الفضاء الدولية. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو: ماذا نستفيد من كل هذا الزخم؟ وإليكم بعض الإجابات: أولا، المحطة هي منصة لمعامل لأفضل الدراسات العملية عن دراسة تأثير الجاذبية والأشعة الكونية على الأبعاد الطبية، والكيمائية، والصيدلانية، والفيزيائية، والهندسية لحياتنا. وثانيا، تخدم المحطة أغراضا فلكية متقدمة لاستكشاف الفضاء الخارجي بدقة ووضوح لا يتوفران من على سطح الأرض. وثالثا، تشكل المحطة أحد أهم المصانع الفضائية طويلة الأمد. هذا بالإضافة إلى أدوارها كمحطة لوجستية للترميمات الفضائية لبعض الأقمار الصناعية، ولتجهيز الرحلات الفضائية المستقبلية لاستكشاف الكواكب، والأبحاث العلمية الفضائية. والأهم من هذا كله هو تطوير فنون التعاون والتعايش في الفضاء الخارجي بين الأمم المختلفة. أمنية والسؤال المهم هنا هو: ما أهمية كل هذه المعلومات لنا، وبالذات خلال هذا الشهر الفضيل؟. والإجابة هي أن هناك ذكرى مهمة وهي أن وطننا دخل عصر الفضاء في نهاية رمضان 1405ه عندما قام سلطان بن سلمان بريادة أول رحلة إسلامية عربية في التاريخ فكانت محطة إنجاز رائعة. ومنذ ذلك الحين والاهتمام بأبحاث الفضاء في تزايد حيث تم إطلاق 12 قمرا صناعيا سعوديا، بالإضافة إلى الاتفاقيات الدولية في مجال أبحاث الفضاء التي وقعتها المملكة. وهناك مركز خاص بأبحاث الفضاء في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وللأسف أن معظمنا لا يعرف عن هذه الإنجازات. أتمنى أن نكمل المسيرة بإرسال رائد فضاء سعودي ثان إلى محطة الفضاء الدولية لإكمال المسيرة. ولا تنس أن ترفع رأسك وتنظر إلى السماء حتى ولو شغلتك أمور الأرض. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الأتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة