«العسة» ذلك الرجل المهيب بهيئته وضخامة صوته، يظل مستيقظا يحرس المنازل والأسواق والممتلكات، يحوم الشوارع، ويحمل في يده عصا غليظة، وفي الأخرى فانوس ويعلق في رقبته صفارة ينفخ فيها عند رؤية أية حركة لتعطي سكان الحي الذين اعتادوا صوتها مزيدا من الطمأنينة والاطمئنان. ها هو اليوم يعود هذا الرجل المهيب في هيئة كاميرات (ساهر) فيظل العسة متواجدا ليلا ونهارا ساهرا على أمن وأمان طرقنا وشوارعنا التي من دونه (ساهر) أو (العسة) وصل بها السوء إلى أن أصبحت شوارع وطرق الموت. جاء عن قلم الدكتورة عزيزة المانع في مقالها (الانتقاء في سد الذرائع) في هذه الجريدة في عددها السبت 29 شعبان 1432ه فأرفع قبعتي للدكتورة وأشيد تأييدها لهذا العسة أي (ساهر). ودعما لهذا النظام القيم الذي يحافظ على أرواح البشر من شر ذوي النفوس المميتة، أذكر لجميع الكتاب الأفاضل المعارضين على هذا النظام أن أول من أستن نظام العسس أي (ساهر) هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكان يعس بالمدينة يحرس الناس، وينفض الليل عن أهل الريبة ويكشفهم. الكل يحزن على المخالفين الذين سجلت عليهم الألوف من المخالفات من قبل نظام (ساهر) وأن هؤلاء المخالفين لا يقدرون على دفع هذا الكم الهائل من الغرامات. يا حزننا.. لماذا لا ننظر إلى الكم الهائل من ضحايا هؤلاء المستهترين بأرواحهم وأرواح الناس. ما على المعترضين على نظام (ساهر) إلا أن يذهبوا لزيارة أقسام العناية المركزة في المستشفيات ليروا بأعينهم ضحايا السرعة في شوارعنا الذين لهم أيام وأسابيع بل أشهر وهم في غيبوبة، أنابيب تدخل وتخرج من أجسامهم ليبقوا على قيد الحياة لعل وعسى أن يفوقوا من غيبوبتهم، وأهلهم يدعون لهم وينتظرون رحمة الله، وتلك الأجسام المطروحة على الأسرة البيضاء وأرجلهم وأيديهم بل البعض كامل جسمهم في أغلفة من الجبس لا يستطيعون حتى قضاء حاجتهم بالطرق الطبيعية بل بقسطرة أو كرسي حمام السرير. هؤلاء هم ضحايا ألوف المخالفين لنظام (ساهر)، ولا ننسى الذين لم يكتب الله لهم النجاة من استهتار المفسدين في الأرض الذين يقودون سياراتهم كأنهم في غرفة نومهم، لا مبالاة لا لنظام مرور ولا لتحديد السرعة. لكل معارض لنظام (ساهر) الذي يسجل سرعة السيارة بطرق خفية أقول له إن في الولاياتالمتحدةالأمريكية يقف رجل المرور في أماكن خفية عن النظر وراء شجرة أو في ظل شارع فرعي صغير يراقب الطرق والمسرعين وبيده جهاز تسجيل سرعة السيارة وفي حالة ضبطه لأحد تعدى السرعة النظامية ينطلق وراءه حتى يوقفه ثم يعطيه مخالفة غرامية تفوق عن أعلى مخالفة عندنا في نظام (ساهر). وفي المملكة المتحدة البريطانية يحكم القاضي بالسجن في حالة استعمال الجوال أثناء قيادة السيارة مع غرامة مالية تصل إلى ألف جنيه إسترليني. أتمنى لو زاد نظام (ساهر) عدد كاميراته لتشمل كل كيلو من شوارعنا ويرفع قيمة المخالفة لثلاثة أضعافها.. فهل يا ترى هذا المبلغ يساوي ألم ومعاناة كسر أصبع واحد بسبب حادث سيارة نتيجة السرعة؟ فما بالك بقيمة حياة إنسان. فاكس 6079343 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة