سامح الله صحة جدة، أوقعتني في ازدواجية الأماني، تمنيت أن لا تتعرض للسخرية، وتمنيت أن أكون أحد منسوبيها، كي أستفيد من تخفيض سعر الشوكولاته بنسبة (20 %) مقدمة خدمة جليلة لا تنسى!! فأسعار السلع الأساسية في ارتفاع، ومن حق منسوبيها عليها أن تتوسط لهم عند التجار لتخفيض أسعار السلع الأساسية، وعند المكاتب العقارية لتخفيض أسعار المساكن. كثرت ردود الأفعال الساخرة: «ما بقي إلا هذا». «صاحب الفكرة يحتاج وسام». «الله يجبر بخاطرهم جبروا بخاطرنا». «بيض الله وجهها!!». «خليهم يأمنوا سرير». «حيرتونا.. ناكل شوكولاته والا لا ؟». «تمخض الجبل فولد شوكولاته». «عقبال ما يرخصوا الجاتوه». «الآن أقدر أدفع أقساط البيت». «صحة جدة أثبتت أن جدة غير». على أن أطرف ما طرح اقتراح بأن تقوم صحة جدة بتعليم منسوبيها طريقة صنع الشوكولاته، فإذا رفضته كما قال صاحبه : «فمن حقها، وإذا كانت لا سمح الله تجهل الطريقة فيمكنها العودة إلى أقرب كتاب طبخ، وليكن كتاب أبلة نظيرة». ما كنت أتمنى أن تضع صحة جدة نفسها في هذا الموقف، عمقت الانطباع بأنها لاتعطي أهمية قصوى لمعالجة الأخطاء، ومكامن الخلل، أوقعت نفسها في مطب، هي لا ترى ضرورة لرفع مستوى خدماتها، ولا تحسينها، ولا معالجة عدم المبالاة، والإهمال، وسوء الإدارة، ولكن الضرورة تتطلب شيئا آخر. أيهما أحق بالاهتمام والرعاية والعناية والأولية: صحة الناس؟ أم تخفيض أسعار الشوكولاته ؟ أسأل وأحذر منسوبي صحة جدة من عدم تنفيذ تعليماتها، ليجنبوا أنفسهم المساءلة، والمحاسبة، وربما العقاب، وهي لم ترتكب إثما أوخطيئة أو جريمة، وإنما كما قال مدير الإعلام المكلف فيها «بقصد توفير الخدمات التي يحتاجها الموظفون» وتبرع الرجل مشكورا بلفت الانتباه إلى أن «الصحة لم تدع إلى وقف تناولها، وإنما إلى الحد منها»!! (صحيفة المدينةالمنورة، 19 شعبان 1432ه الصفحة الأولى) مفهوم؟. [email protected] فاكس: 014543856