مع كل أزمة للماء نظل حيارى فيما يجب فعله، ومع كل أزمة في عدم توفر المياه نتمنى من شركة المياه الوطنية تعطينا سببا واضحا عن شح المياه، وهذه الأيام (في مدينة جدة) نعيش أزمة شح ولا نجد صوتا للشركة المبجلة.. وفي كل مرة نعيد الكلام نفسه كرجل خرف فلم يعد كلامه يثير سامعه فيظل يهذي وربما السامع يمل من هذياته فيضع مكبرات لتطغى على الهذيان. ويبدو أن معاناة أهالي جدة في الحصول على الماء لن تنقطع، فبعد أن حمدنا الله على تسهيل وتدافع الوايتات إلى كل نقطة في المدينة لم يتمكن لوبي الوايتات من الاستمتاع برؤيتنا نتقافز طلبا لرضائهم ودفع ما يريدون، لنا الآن أكثر من أسبوع والوايتات لا تصل إلى أطراف جدة، ومع وجود الأزمة لم نسمع سببا واضحا لهذا الشح في توفر الوايتات، ولعدم وجود من يخبرنا نستسقي أخبار شح المياه من بعضنا البعض (وهم المنتظرون لوصول الوايتات) فمرة نسمع أن المواسير المغذية للأشياب انفجرت، ومرة أن لوبي الوايتات افتعل الأزمة، ومرة أن الوايتات ذهبت لمكة، ومرة أن الوايتات غير كافية لتغطية المدينة، ومرة أن النوم سلطان فمن يشرب لا يعنيه من لا يشرب، ومرة دق رأسك في الحيط وكل تلك الأقاويل لا توصل إلينا الماء. بينما الشركة المصونة صائمة عن الكلام المباح وربما تريد منا مناطحة الجدران في حين أنه كان من المفترض أن تنبري الجهة المسؤولة لتقول لنا السبب الحقيقي وراء شح المياه وعدم تسيير الوايتات إلى أطراف جدة التي تعيش عليها، فهي لم تصل إلى مرحلة الرفاهية بوصول شبكة المياه، فقليل من التواضع والشفافية لنرتاح ونعرف السبب قبل أن ندفع في الوايت الواحد المائتين والخمسين وتنتظر وصوله إلى منطقتك بعد منتصف الليل، وإذا أخذتك غفوة فلن تجد ماء وسوف تجد النتانة تلازمك وتلازم أهل بيتك، وما غاب التصريح عنه من تلاعب حادث في الأشياب لا أقدر على الإفصاح عنه خشية من كلمة أثبت، فما تسمعه من سائقي الوايتات لن تجد واحدا منهم يقف معك وقت الإثبات، فهم تعلموا قاعدة صرح بما تشاء ولا تترك دليلا على أنك قلت شيئا.. هذه المعاناة تتكرر والقول فيها يتكرر والشركة وصمتها الأبدي يتكرر .. طيب إش نسوي؟ [email protected]