ضجيج وزحام مروري تشهده شوارع مدينة جدة في مجملها، وتزداد شدته كلما اقتربت من منطقة البلد، في يوم الجمعة وتحديدا في المساء، تتحول منطقة البلد إلى تجمع كبير للجاليات من مختلف الجنسيات، حيث تتجه أنظارهم كل أسبوع إلى سوق البلد، متوافدين من مختلف الأحياء. «عكاظ الأسبوعية» قامت بجولة ميدانية على منطقة البلد وفي الأسواق ورصدت الحركة التي تعيشها المنطقة من تجمعات للعمالة ومخالفات في يوم الجمعة. مشهد يتكرر ومن بين الزحام تتواجد الكثير من البسطات التي يقف عليها سعوديون وغير سعوديين لبيع السلع المقلدة، بداية التقينا سمير نافع (صاحب بسطة لبيع النظارات الشمسية المقلدة) حيث يقول: «لا تستغرب هذا المنظر فهو يتكرر مع نهاية كل أسبوع، فالكثير منهم في إجازة ويأتي للتسوق أو الالتقاء بالأصدقاء»، وأضاف نافع «المكان يتسع للجميع، لكن ما نلاحظه من بعض الجنسيات هو ارتكاب المخالفات الواضحة وتجمعهم مع بعضهم بشكل يلفت الانتباه لساعات طويلة منها ترويج الأفلام الإباحية وعدم المحافظة على نظافة المكان». ويقول محمد ريعي (صاحب بسطة لبيع ماكينات الحلاقة) والذي رفض التصوير: منذ سنتين تقريبا وأنا في هذا المكان أعرض ماكينات الحلاقة، ونجد أن يوم الجمعة تزيد فيه الحركة البشرية حتى تصبح صعبة في هذا اليوم وتحديدا في المساء، تجد العمال يتوافدون من كل مكان، ويضيف ريعي.. جميع البسطات الممتدة هنا تبيع بأسعار في متناول اليد، وهو ما يبحث عنه البعض، وبالتالي فإننا نستفيد من وجودهم. ضجيج وزحام ويقول علي ياسين، وهو زائر لمدينة جدة: قدمت لجدة للتو لحضور مناسبة عائلية، وصادف مجيئي اليوم الجمعة، يوم الضجيج والزحام المروري الشديد في البلد، وأخذت مدة طويلة وأنا أبحث عن موقف لسيارتي؛ لأن مدة إقامتي ستمتد إلى أسبوع وفضلت السكن في منطقة البلد لوجود الكثير من الخدمات والأسواق. وأشار ياسين إلى أن المشكلة ليست في الزحام أو عدم وجود موقف، لأن المنطقة تشهد إقبالا كبيرا من المتسوقين وهي منطقة حيوية وبها الكثير من المحال التجارية، غير أن ما يثير الإزعاج ويدعو للقلق التجمعات الواضحة للعمالة الوافدة وما تشكله من خطر يحدق بالمكان، فالكثير من السرقات قد سمعنا عنها حدثت وقت الزحام، مبينا أن تجمع هذه العمالة أمام المحال وعلى الأرصفة يسبب خطورة أمنية، ويفترض أن يكون لرجال الأمن دور في مراقبة ومتابعة هذه العمالة وغيرها من مرتادي هذه المنطقة. الباعة المتجولون وفي موقع آخر استوقفنا بائع متجول يحمل بين يديه عطورا من نوع واحد، عرض علينا بضاعته بداية برش رائحته، سألته عن نوعه، فأجاب لا أدري، لكن هو من الهند، وسعره 15ريالا، وبدأت أفاصله في السعر إلى أن وصلنا إلى أن علبتي عطر ب 10 ريالات.. وقابلة للتفاوض، مما يدل على أن هذه العطور مغشوشة ويمكن أن تسبب أمراضا جلدية. ويذكر عبد الغفار أمين (مسؤول في محل لبيع الخردوات) أن هناك الكثير من المخالفات التي تمارسها العمالة الوافدة ومنها انتشار الباعة المتجولين وأخذ مكان لهم داخل السوق تجدهم يعرضون كل شيء في يوم الجمعة يبيعون الخضراوات والفواكه بطريقة عشوائية ومخالفة، وتجد أن زحاما عليهم من بني جلدتهم، ولذلك فإننا نطالب بملاحقة تلك العمالة والتخفيف من زحام المكان الذي تحدثه هذه العمالة خصوصا في نهاية الأسبوع، وبالنسبة لنا نحن كأصحاب محلات لا نشعر بأي ضرر من تواجدهم لأننا نستفيد منهم. ويشاطره الرأي عبد الملك زهير بأن يوم الجمعة يوم مختلف للجاليات من أجل التجمع أمام المحلات، إضافة إلى أن بعضهم يمارس البيع العشوائي في الشوارع وعلى الأرصفة وبين الممرات من مختلف السلع وبأرخص الأسعار. شراء الهدايا نور الحق محمد(من الجنسية البنجلاديشية) ويعمل في المنطقة الصناعية جنوبجدة يقول: البلد هو المكان المناسب للتسوق والتنزه والالتقاء بالأصدقاء، حيث إنني جئت كي أشتري بعض الهدايا التي أريد إرسالها إلى أسرتي، وكذلك الالتقاء بالأصدقاء بنهاية كل أسبوع والتجمع والتحدث وتناول العشاء. ومن جهة أخرى، أشار المتحدث الرسمي لشرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد إلى وجود حملات أمنية تقوم بها الدوريات الأمنية على كافة المواقع التي تعج بالعمالة الوافدة على مدار الساعة وبصفة يومية، مبينا أن هناك حملات منفردة وأخرى مشتركة مع باقي الجهات الأمنية والحكومية المعنية للحد من مخالفات العمالة الوافدة. وأوضح العقيد الجعيد أن هناك دوريات سرية تتابع المواقع التي تعج بالعمالة الوافدة مع وجود دوريات رسمية تتمركز على مدار الأربع والعشرين ساعة بناء على تعليمات مدير شرطة جدة المتضمنة المتابعة اليومية لجميع المواقع التي تعج بهذه العمالة، والتي تكثر بها التجمعات البشرية، وعدم التهاون مع أي مخالف مهما كانت المخالفة.