سميرة المنيعي سيدة أعمال، عملت في مجال صناعة الأثاث واستيراده وتسويقه في المملكة من الخارج منذ سنوات طويلة من الكفاح والنجاح، واختارت هذا المجال الصعب لحبها للتحدي والإبداع، واشتركت في العمل مع زوجها وابنتها في نظام استثماري عائلي متكامل، مما ساهم في تذليلها للصعاب والرقي بمشروعها «ركن الأنتيك الحديث» واستمراريته كاسم له وزنه في عالم الأثاث. عن تجربتها الشخصية التي بدأتها تقول المنيعي إنها قامت بالمشاركة كنوع من الانتشار في البزارات الموسمية والمعارض التي تقيمها الغرفة التجارية في جدة، وعن طبيعة عملها قالت المنيعي: فكرة المشروع استيراد قطع الأثاث المختلفة من الدول العربية وبالتحديد مصر الشقيقة لتميز نوعية الخشب العالية الجودة المستخدمة في صناعة الأثاث لديهم، والمطلوبة في المجتمع السعودي الحريص على النوعية الممتازة والفخمة في المنازل السعودية، فنحن نوفر له هذه المزايا متكاملة الجودة مع إعادة التصنيع والتنجيد بالأقمشة والألوان المرغوبة لدى الأسر السعودية، تحت إشراف المنجرة والورشة التي خصصتها لهذا المشروع بالذات. وقد نشأت فكرة المشروع من حاجة السوق المحلي لنوعية متميزة ومختلفة عن الموجود في الذوق والتجديد والشكل والجودة. وتضيف سميرة عن المعوقات التي تواجه أغلبية صاحبات الأعمال والتي عانت منها حتى الآن وتنتظر لها الحلول من الجهات المختصة: من الطبيعي أن مشروعا كمشروعي يحتاج إلى أيد عاملة كثيرة وهي مشكلتي الأولى في عدم قدرتي على استقدام الأعداد التي احتاجها للورشة من الأيدي العاملة المتخصصة في النجارة والصناعة من الدول الأخرى، لأنه لا تتوفر لدينا أيد عاملة سعودية متدربة في هذا المجال وهذه مشكلة أخرى يجب طرحها للمسؤولين ومناقشتها لتوفير السعوديين المتدربين للعمل وتكون علينا الخبرة نحن كأصحاب العمل، ولكن في ظل عدم توفر الأيدي العاملة السعودية وعدم امكانية استقدامها من الخارج كل ذلك يثقل كاهل صاحب المشروع بالمصروفات الإضافية ويعرقل تطوره ومسيرتة التنموية مما يستغرق المشروع زمنا أطول في إدار أرباحه الصافية. كما أن سيدة الأعمال السعودية تعاني كثيرا من الإحراج والمسألة في استخراج التصاريح والأوراق الرسمية من الدوائر الحكومية بطلب وكيل شرعي وولي أمر سعودي ومازالت هذه المساءلات موجودة كالجبال أمام سيدات الأعمال السعوديات، برغم صدور القرارات التي توجه بتسهيل إجراءات صاحبات الأعمال. وبرغم هذه العقبات التي واجهتها المنيعي ظلت مستمرة في السوق المحلي والعربي وأثبتت وجودها بأعمالها وإصرارها على المنافسة والتحدي، بل عملت على توسيع مشروعها وتكبيره بالتعاون مع أسرتها والتسويق الناجح المكمل للمشاريع الذكية، واشتركت ابنتها آلاء وهي سيدة أعمال معروفة وتعمل من خلال مؤسستها على تصميم الديكورات للسكن والمنازل وتأثيث الفلل والفنادق كما استفادت من خبرة والدتها في هذا المجال. وتقول آلاء المنيعي إن العمل في هذا المجال يحتاج إلى الدعم والصبر وحسن التعامل مع الناس، ولا يفرق بين رجل أو إمرأة المهم هو الرغبة في العمل والإصرار على النجاح، وأكبر دليل أمامي هو التجربة الناجحة لوالدتي التي خاضتها وسط الصعاب ومنذ زمن لا يتواجد فيه للمرأة العمل التجاري وخاصة صناعة الأثاث. وتقول المنيعي عن أهم مقومات النجاح وأسلحتها العملية ضد المنافسة في السوق: الجودة ثم الجودة، فقد اعتمدت على جودة الصناعة والخشب التي تطيل من العمر الافتراضي للقطع دون أن يحدث لها أي تغير مع الزمن أو كثرة الاستعمال، وهذا ما جعلني أكسب رضى زبائني وعميلاتي.