التسابق نحو إطعام الصائمين في الحرم النبوي الشريف عادة توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، حتى أصبحت صفة مميزة وملازمة لمجموعات كبيرة من أهل طيبة الطيبة، الذين يتسابقون في هذا الشهر الفضيل لبسط سفرهم في أماكن مخصصة لهم كمجموعات معروفة للمصلين والفاطرين في باحة وساحات المسجد النبوي الشريف. الأخوان محمد وعبدالسلام حسين الحارثي يتحفزان في الأول من رمضان من كل عام نحو السباق لحجز مكان سفرتهما، التي تبلغ عامها التاسع عشر لإفطار الصائمين. وتنطبق هذه الحال على كثير من الأسر في منطقة المدينةالمنورة، إذ يبلغ أعمار بعض السفر أكثر من 70 عاما، مثل سفرة أحمد علي التي تمتد في الحرم القديم في المسجد النبوي الشريف، وكانت تتكون من الرطب المديني وماء الدوارق والزبادي البلدي. واليوم تطورت السفر ووسائل الجذب بوضع المكسرات وبعض المعجنات والمعمول، بالإضافة إلى الوجبة الرئيسة على السفرة التي تتكون من الزبادي والشريك والدقة والقهوة وماء زمزم. ويقول محمد حسين الحارثي، إن تاريخ سفرته يعود لعام 1412ه عندما تم الافتتاح المبدئي لتوسعة الحرم الشرقية، وحرصا منه على ضمان حجز موقعه، يضطر للمكوث في الأول من رمضان في الحرم من بعد صلاة الظهر، مشيرا إلى أن بعض السنوات تشهد تعدي آخرين على مكان سفرته المعروف، لكن ما تلبث أن تهدأ الأمور بعد أن يشهد جيرانه في السفر الأخرى بأن هذا مكانه المعروف، وبحضور مراقبي السفر الذين تعينهم الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف. من جانبه، يقول مدير العلاقات العامة في الرئاسة العامة للحرم النبوي الشريف، عبد الواحد حطاب إن أصحاب السفر على قدر عال من الوعي، وإنهم يقومون بترتيب سفرهم وفق التعليمات اللازمة التي يتم تزويدهم بها، وإنه تتم مراقبة السفر المخالفة وإنذار أصحابها، وإنه في حال تكرارها يتحول الموضوع للجهات المختصة.