تتميز المدينةالمنورة بحركة أسواقها الدائبة خلال شهر رمضان، حيث تفتح المحال التجارية أبوابها من بعد صلاة الفجر إلى أذان الظهر في العشر الأواخر، ما ينتج عنه نشاط في حركة البيع والشراء وزحام شديد، خاصة في منطقة قباء والمنطقة المركزية وشارع سلطانة، ولهذا أصبح أهالي طيبة يهربون من زحام الأسواق ليلا للشراء من بعد صلاة الفجر لتستحيل المدينة في هذا الشهر الكريم إلى شعلة من الحيوية والنشاط طوال اليوم. يصاحب هذا الحراك الرمضاني عادات ظلت مستمرة لسنوات عديدة في طيبة، حتى أصبحت سمة من سمات رمضان هناك، منها بسطات البليلة المنتشرة في كل شارع وحي، والبطاطس المقلية والمسلوقة، ولعبة الفرفيرة كأكثر الألعاب الشعبية التي تلقى رواجا بين الصغار والكبار، ويتجمع حولها أبناء الحي الواحد مشكلين فرقا للتنافس فيما بينهم، فضلا عن انتشار بسطات السوبيا التي أصبحت تباع بعدة نكهات وألوان إلى جانب بسطات التحف والهدايا والورود الاصطناعية. يذكر وقوف محمد محمود أمام بسطته بالعمة الغباني لبيع البليلة، بالأيام الخوالي في شهر رمضان وبالأصالة، ويشاركه الرأي أمجد عبد العزيز الذي يقاسمه البيع في ذات البسطة سنويا من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل، وهي عادة رمضانية لديهما يسعيان من ورائها للتميز في نوعية البليلة التي يبيعانها بحيث تكون دائما ذات طعم مميز. ويتحدث البائع حسن عن مواصلته العمل طوال شهر رمضان من بعد صلاة الفجر حتى أذان الظهر، ومن الساعة الخامسة عصرا حتى أذان المغرب، ومن بعد صلاة التراويح إلى موعد السحور وهكذا إلى نهاية الشهر الكريم، للحصول على مبلغ إضافي لمقابلة احتياجات الأسرة والأطفال، مشيرا للزحام الذي يستمر طوال اليوم والذي لا تخف حدته سوى في فترة العصر ليعود الظهور من بعد صلاة العشاء. ولا تتخيل صبرية نفسها وهي تقضي رمضان بعيدا عن طيبة الطيبة، وما ذلك إلا لتميزه وروحانيته، مشيرة إلى حركته الدائبة وانتشار البسطات في كل مكان، وخروج الناس في أوقات متقاربة للذهاب إلى المساجد والأسواق، بينما الشباب يلعبون في الأحياء، وهي حركة مستمرة خلال الشهر الكريم لا يمكن وجودها في أية منطقة أخرى غير طيبة الطيبة. ويحب كل من أحمد وخالد وفهد أجواء رمضان في طيبة، لأنه شهر متميز عن باقي شهور السنة، و «لأننا نخرج فيه للعب مع أبناء الجيران حتى وقت متأخر من الليل بلا خوف من الجلوس واللعب في الشارع بالفرفيرة لوجود الكثير من المارة والباعة والمتسوقين الذين يجوبون الشوارع طوال الليل، ولذلك نحن نتمنى أن تطول لياليه الجميلة».