رأى المختصون في داء السكري أن أهم الوصايا التي يجب على مرضى السكري اتباعها في رمضان هي تطبيق إرشادات الطبيب المعالج؛ تجنبا للغيبوبة التي قد تحدث في غياب الخطة العلاجية. ساعات الصيام وحذر استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني الدكتور صالح الجاسر من تأثير درجات الحرارة وطول ساعات الصيام على مرضى السكري وحدوث المضاعفات التي تؤدي إلى الإفطار أو اختلاجات طبية، مبينا أنه عند حدوث أعراض انخفاض السكري يجب الإفطار فورا كي لا تتضاعف الأعراض ويصاب الإنسان بغيبوبة مفاجئة. ودعا الدكتور الجاسر مرضى السكري إلى تعجيل الفطور وتأخير السحور بحيث يتم فيه التقليل ما أمكن لساعات الصيام؛ كي يتجنب المريض التفاوت الكبير في مستوى السكر في الدم أثناء اليوم، وتجنب الغذاء المحتوي على السكريات ونشويات عالية، خصوصا وقت الإفطار كي لا يؤدي إلى ارتفاع شديد في مستوى السكر في الدم أثناء الإفطار، فيستحسن الإفطار على تمرات وكأس ماء قبل صلاة المغرب ثم العشاء بعد الصلاة بعد أخذ العلاج اللازم، وأخذ وجبة خفيفة منتصف الليل كي يحدث التوازن المطلوب في مستوى السكر في الدم أثناء الإفطار وكما يفضل الإكثار من الخضار والورقيات فترة السحور. ونبه الجاسر المرضى المعتمدين على الأنسولين بالتغير في توقيت الجرعات وفي كمياتها بسبب تغيير النظام الغذائي من حيث الكميات والتوقيت فإذا كان المريض يستعمل جرعتين أنسولين من الأنسولين المخلوط فتأخذ جرعة الصباح قبل الإفطار وجرعة المساء قبل السحور مع خفض الجرعة من 25 في المائة إلى 50 في المائة مع مراعاة عمل تحاليل متعددة في اليوم الواحد لتنظيم السكر وضبط الجرعة، أما إذا كان المريض يستعمل 4 جرعات يوميا (3 جرعات سريعة المفعول قبل الوجبات وجرعة منظمة في المساء) فتبقى الجرعة المنظمة في المساء في توقيتها والجرعات المتعددة ما قبل الوجبات فتعطى جرعة الصباح قبل الإفطار وجرعة المساء قبل السحور (بعد خفض كميتها بنسبة 50 في المائة) مع مراعاة أخذ جرعة صغيرة إذا تناول الإنسان وجبة خفيفة عند منتصف الليل. جرعة الأنسولين وأفاد أن مرضى النوع الأول من السكري المعتمد على الأنسولين يفضل لهؤلاء عدم الصيام عند وجود تذبذب شديد في مستوى السكر أو الإصابة بانخفاض السكري دون الشعور بأعراضه، مشيرا أنه في الغالب الكثير من هؤلاء يستطيع الصيام إذا كان مستوى السكري تحت السيطرة وينطبق عليهم تنظيم الجرعات ما ينطبق على النوع الثاني الذي يستعمل 4 جرعات من الأنسولين في اليوم الواحد، ويفضل لهؤلاء عمل تحليل في منتصف النهار لمعرفة مستوى السكري وقد يحتاج المريض إلى جرعة من الأنسولين لتجنب الارتفاع الشديد في مستوى السكري إذا كان المريض يستخدم مضخة الأنسولين يجب التنسيق مع الفريق الطبي المعالج لتحديد الجرعات المناسبة عن طريق المضخة. تعديل الأدوية وطالب رئيس مجلس إدارة الجمعية عبدالعزيز التركي من الملايين المصابين بداء السكري في المملكة بضرورة مشورة الفريق الطبي؛ وذلك لمراجعة الخطة العلاجية وتعديل الأدوية من حيث الجرعات والأوقات ومراجعة الخطة الرياضية والغذائية ووضع برنامج لمراقبة مستوى سكر الدم خلال شهر الصوم. عدم الإسراف وشددت لجنة التثقيف الصحي على لسان أخصائية التغذية والتثقيف الصحي علياء القحطاني على الالتزام بالخطط العلاجية وعدم الإسراف في تناول الطعام وخاصة الوجبات الدسمة والغنية بالنشويات؛ وذلك من أجل تجنب ارتفاعات مستويات سكر الدم بعد تناول وجبة الإفطار، وطلبت من مرضى السكري الذين يعانون من الفشل الكلوي أو أمراض القلب أو اضطرابات في اعتدال مستويات السكر أو المرضى المعرضين لخطر الانخفاض المتكرر في مستويات سكر الدم وإصابتهم بالغيبوبة أن يراجعوا أطباءهم قبل شروعهم للصوم وأن يستفيدوا من الرخصة الشرعية بعدم الصوم وذلك لتجنبهم مشاكل صحية خطيرة. ممارسة الرياضة من جانبها، دعت أخصائية التغذية والتثقيف الصحي خلود الفقيه، المرضى الذين يعانون من السمنة أن ينتهزوا فرصة رمضان بإنقاص أوزانهم والالتزام بالبرامج الغذائية الصحيّة قليلة الدسم وممارسة رياضة المشي بشكل يومي. وأشارت إلى أهمية مراقبة مستوى سكر الدم والاتصال بالفريق الطبي في حالة ملاحظة أي ارتفاعات أو انخفاضات في مستوى سكر الدم وعدم إكمال الصوم؛ وذلك لخطر الانخفاض الشديد على الصحة العامة. الغذاء الصحي أكد الدكتور باسم فوتا رئيس لجنة التغذية والتثقيف الصحي بالجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء أن صوم شهر رمضان المبارك يعتبر فرصة ذهبية للتخلص من السمنة وتناول الغذاء الصحي قليل الدسم والغني بالألياف الغذائية، بالإضافة إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضة المعتدلة والمنتظمة وذلك في ساعات المساء وبعد استشارة الأطباء.