تساءلت الكاتبة منى المالكي هل سيكون للسلطة الناعمة أن تجبر الحلقة الأقوى وهم (الرجال) على الاعتراف النهائي بدور أقوى وفاعلية أجدى في صناعة القرار والمشاركة في التنمية وبناء الدولة؟ جاء ذلك في محاضرة ألقتها في نادي تبوك الأدبي مساء الثلثاء الماضي بعنوان «المرأة والقبيلة»، وأدارتها سناء السيف. وقالت المالكي إن المرأة والقبيلة موضوع شائك مثار حيرة وتساؤل دائمين، وأضافت: «دائماً نتهم العادات والتقاليد أنها السبب وراء إقصاء وتهميش المرأة، بل ونتجاوز ذلك إلى القول بأن المرأة خارج منظومة القبيلة تمارس دوراً ريادياً وقيادياً»، وأوضحت أن ما سنعبّر عنه عن تلك العلاقة بين القبيلة والمرأة لا نقصد به تعصباً أو عنصرية، إنما هي دراسة علمية تقصد الكشف عن حقيقة تلك العلاقة بينهما، ورفع بعض الإجحاف الذي يعتريها من كون تلك الحلقة الأقوى تضغط على المرأة، أو تهمش أدواراً اضطلعت بها تلك الأيدي الناعمة، واستشهدت المالكي بدور الأميرة نورة أخت الملك عبدالعزيز في تعضيد العلاقة بين سعود الكبير وأخيها الملك عبدالعزيز، حتى أصبح الأخير من أشد المقربين والمخلصين للملك عبدالعزيز، وسبب هذا التحول هو بتأثير نورة فيه، وأردفت، أن من تكريم المرأة وتقديرها ما قام به خادم الخرمين الشريفين بإطلاق اسم جامعة كبيرة تحمل اسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، فهل ستمتد تلك العلاقة الإيجابية حتى نجد القبيلة تدعم بناتها كما تدعم أبناءها للوصول إلى المجالس البلدية مثلاً؟ وأشارت المالكي إلى أن تفكيك الفكر القبلي وتشريحه هو بمثابة مفتاح لفهم تحولات المجتمع، لأن القبيلة مكون جوهري داخل ذلك المجتمع، وقالت إن بعض القبائل تستخدم «الشنشنة» عند خطابها للمؤنث للتفريق بينها وبين الرجل، وهو في نظرها ما يدعو لاحترام المرأة بخطاب خاص يميزها عن تبعيتها للمذكر، معللة الخوف من بدء تعليم المرأة وصولاً إلى مشاركتها له في صناعة القرار بأنه نتيجة ترسبات نفسية عميقة لم تعِ التوجه الإسلامي الصحيح تجاه المرأة وأنهن شقائق الرجال، واستشهدت بقول رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم «خذوا شطر دينكم من هذه الحميراء»، فهذه نظرة واعية من النبي ينظر بها إلى السيدة عائشة رضي الله عنها، فتعامله نموذج لم يصل إليه أكثر الرجال وعياً وثقافة.