هديل الحضيف قاصة ومدونة سعودية، كانت تعد من رائدات التدوين في المملكة، وولجت عالم التدوين عبر مدونتها باب الجنة، التي زارها أكثر من مليون زائر، وما تزال من أشهر المدونات ضمن أكثر من 20 ألف مدون في المملكة. تنقلت في طفولتها بين العديد من مدن الولاياتالمتحدة، ودونت بعض خواطرها باللغة الإنجليزية، وكانت تكتب بلغة نخبوية راقية تنم عن ثقافة عالية استقتها من والدها الدكتور محمد الحضيف الذي سبق له التدريس في جامعة الملك سعود كأستاذ مساعد في قسم الإعلام، والذي انتقدها على هذه اللغة المتكلفة «غير المناسبة للعامة» كما قال لها آنذاك. وبحسب الدكتورة سناء جلال أستاذ مشارك في قسم الإعلام في جامعة أم القرى، فإن هديل «عكست صورة رائعة عن الفتاة السعودية المثقفة الواعية التي تهتم بقضايا مجتمعها وتفعل دور الإعلام لإيصال صوتها للمجتمع، وتعتبر أول مدونة سعودية»، وتستطرد: الحضيف أبهرت الإعلاميين والأكاديميين بتقديمها ورقة عمل عن المدونات السعودية ضمن حلقة دراسية للإعلاميين، نظمتها جامعة السلطان قابوس في مسقط، وحملت ورقتها عنوان «المدونات في السعودية: تطورها ودورها في التعددية الإعلامية وحرية التعبير». نقشت الحضيف العديد من الكتابات والتعليقات الصريحة على جسد الثقافة باسم ماء السماء، وألفت الحضيف مسرحية (من يخشى الأبواب) التي عرضت على مسرح جامعة الملك سعود وفازت بالجائزة الأولى للنص المسرحي، ونشرت مجموعتها القصصية الأولى بعنوان «ظلالهم لاتتبعهم». عندما سئلت هديل عن الرواية أجابت: لن أكتب رواية مطلقا، على الأقل لن أسمح لحرفي أن يضيع بين هذا القيء الروائي، أتصدقون أنهم أصبحوا 46 روائيا في عالم لايقرأ أصلا. وعن أقرب تدويناتها إليها أجابت: أكثر التدوينات وأقربها إلى الروح هو رسالة إلى الله، فقد كتبتها والموت يقف على بابي تماما، والحياة تأفل وتتلاشى أمام عيني، ولم يبق لي سوى استسلام يأخذني لنهاية مباشرة. دخلت الحضيف في غيبوبة مفاجئة لم يعرف سببها عشية يوم ميلادها في عام 2008م، ومكثت في العناية المركزة 25 يوما ماتت على أثرها في عامها ال25. سئلت هديل ذات مرة: «ماذا تظنين سوف يحدث لمدونتك حين تموتين..»؟ فأجابت: ستنسى! وها هو عام ثالث يمضي على رحيل صاحبة باب الجنة، والباب مازال مشرعا للجمال والجنة يتفيأ ظلالها العابرون. وفي منتصف يوليو 2008 تم الإعلان عن «جائزة هديل العالمية للإعلام الجديد»، وهي جائزة عالمية لذكرى هديل، تهدف إلى اكتشاف وإبراز المواهب الإبداعية العربية في مجال الإعلام الجديد، وتشرف على الجائزة مؤسسة إعلامية غير ربحية.