تتغير دائما سلوكيات الجمهور، ومزاج الشارع، بتغير مستوى الوعي العام، ودرجة الطموحات، ومستوى التوقعات، خاصة لدى قطاع الشباب الذي يشكل المحرك الرئيس لاتجاهات الرأي العام، الذي قد يكون رأيا كامنا، أو يتشكل على صيغة سلوكيات جماهيرية مختلفة. وهنا تبرز الحاجة إلى إنشاء شبكات للتواصل الاجتماعي في المؤسسات الخدمية، للتفاعل مع الجمهور، واتجاهات الرأي العام، الذي يتوقع دائما خدمة أفضل، وتفاعلا واعيا. فذهنيات الجمهور تتغير بفعل التراكم المعرفي والثقافي، والتأهيل العلمي، ما يعني أهمية بناء خطاب اتصالي حديث وفاعل ومواكب، وكذلك إيجاد وسائل حديثة للتواصل مع الجمهور، بعيدا عن الأداء التقليدي لإدارة العلاقات العامة والإعلام، وهذا يتطلب أيضا إعادة ترتيب أولويات المؤسسات الخدمية، وإعلاء أهمية الرأي العام، وتقديم العلاقة مع الجمهور على ما عداه، خاصة في ظل التحولات الحادثة في المشهد الإعلامي، إذ ألغت تكنولوجيا الإعلام والمعلومات، المسافة بين الشأن الداخلي والشأن الخارجي. فقضية خادمة، أو معلومات إنشائية على موقع إلكتروني حكومي، أو فتوى شاذة، قد تحول إلى قضية رأي عام، وخبر بارز في بورصة الإعلام الدولي. لذلك، فإن إنشاء شبكات التواصل الاجتماعي في المؤسسات، يسهل من عملية إيصال المعلومة الصحية، وتبديد سوء الفهم بين مقدم الخدمة وجمهورها، وكذلك التعرف على احتياجات الجمهور، ومشكلاته وتطلعاته ومتطلباته. كما أن تجاهل أهمية الرأي العام، وإهمال المؤسسات لقياس معدل الرضى تجاه الخدمات المقدمة، يؤديان إلى سوء الفهم، وعدم الإنصاف المشترك بين المؤسسات وجمهورها. وهذا يتطلب أيضا إجراء تحولات حادة في الفكر الإداري للمؤسسات، وآلية عمل القطاعات المعنية بالاتصال والعلاقة مع الجمهور، ومهارات التواصل الاجتماعي والإعلامي، في وقت أصبحت فيه المعلومة هي الأساس، وأصبح موقف الرأي العام حول الأشخاص والمؤسسات، يتشكل بعيدا عن ما تضخه المؤسسات الإعلامية، بل عبر انطباعات الأفراد، وتجاربهم، ومعلوماتهم، التي يضخونها عبر تويتر أو فيسبوك، أو محركات الإعلام الاجتماعي الأخرى، ما يعني تبدل آليات صناعة الرأي العام، وتشكل الصور الذهنية، على يد صحافة المواطنة، وزوار الإنترنت. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة