لم تتغير الأنظمة الإعلامية في العالم العربي، ولم تتغير اللوائح التي تنظم الممارسات المهنية للعمل الإعلامي، لكن الذي تغير في الراهن الإعلامي؛ سيادة الواقع الجديد، وكسر التقنية الحديثة لكافة المصدات التقليدية، وسقوط حارس البوابة الإعلامية، مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر، وازدياد المواقع الإخبارية، والصحف الإليكترونية، التي جعلت من التعددية الإعلامية، واقعا جديدا في العالم العربي، لا يمكن تجاهله في التأثير على اتجاهات الرأي العام. فالحرية الإعلامية تنساب حاليا من تقنيات الإنترنت، وقنوات الإعلام الجديد، فلم يعد بالإمكان التحكم أو السيطرة في مصادر المعلومات ووسائل الأخبار، فالجمهور أصبح يحدد مصادره الإعلامية بدقة، وفي الوقت ذاته يمارس فيها حرية المشاركة الفكرية والمعلوماتية، فاصبح المواطن ناشرا صحفيا، فالكل يرسل ويستقبل في الوقت ذاته. وهذا الواقع الجديد في النظام الإعلامي العربي، سيؤثر حتما على اتجاهات الرأي العام، ومسار التوجهات الإعلامية، خاصة لدى الجمهور النشط، وهو جمهور الشباب الذي يشكل العمود الفقري لجمهور الإنترنت، الذي يتطلب التفاعل معه، خطاب جديد، ووسائل حديثة. ما يعني أن نشر بعض الأخبار والمقالات في الوسائل الكلاسيكية، ليس بالضرورة أن يطلع عليه الجمهور العريض، أو حتى يتأثر فيها، فجمهور الشباب منهمك في التفاعل الخبري والمعلوماتي والفكري عبر شاشات الهواتف الذكية، ما يجعله بعيدا عن الخطاب العام الكلاسيكي، مما يزيد الأمور تعقيدا في النظام الإعلامي الحديث، فالمرسل يعتقد أن مجرد بثه للرسالة الإعلامية حقق هدفه المنشود، بينما الجمهور منهمك في أولوياته الحياتية والفكرية في وسائل أخرى، وخطاب آخر، فتزداد الفجوة بين الخطابين، وينشأ سوء الفهم، بسبب ضعف إدراك الإعلام الرسمي للمتغيرات الحادثة في النظام الإعلامي الحديث، الذي يعطي الجميع الحق في الحصول على المعلومة والاطلاع عليها ونشرها، عبر قنوات الإعلام الجديد، إنها مرحلة جديدة، تجاوزت الاحتكار الإعلامي للوسائل الجماهيرية، فالإنترنت أهم وسيلة إعلامية جماهيرية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة