امرأة في الثلاثين من عمرها تقول لأخرى عمرها في الخمسين يا «بختك» طبعا هذا لا يحدث غير في السعودية فقط!! نظرا لشروط واشتراطات صناديق التمويل المدعومة حكوميا من صندوق التنمية العقاري إلى بنك التسليف إلى صندوق التنمية البشرية وهلم جرا !! كل الجهات المعتبرة ماليا.. وتقدم قروضا للمواطنين لديها حساسية مطلقة من النساء !! فلا تمنحهن بركاتها أو نثرياتها.. إلا بتحكمات قاهرة تتحرى المنع أكثر من العطاء وتقوم على شروط قاسية تأخذ في اعتبارها على ما يبدو أن المرأة إنسان من الدرجة الثانية لا يحق له طلب العيش بكرامة أو يحق له الاستفادة من فرص الدولة لأبنائها الواقفين في طابور الانتظار !! وكي ينال هذا المخلوق الذي اسمه المرأة شرف عطاء هذه الجهات لا بد له أن يكون مهيض الجناح، مكسور الخاطر.. موجوع الفؤاد فالمنح مشروط مرة بالترمل ومرة بالطلاق ومرة بالوصول إلى «سن» تحدده الجهة المانحة باعتباره سن انتهاء الصلاحية !! ولا أعرف على أي أساس شرعي أو إنساني تضع هذه الجهات شروطها المريرة غير أن المرأة عندها فيما أظن غير الرجل في حقها بالحياة الكريمة ! إذا كانت هذه الجهات المدعومة تقوم بمهامها لرفع العناء عن المواطن فمن قال لهم إن المرأة... ليست مواطنا إلا بشروط!! بينما غيرها مواطن على الإطلاق بغير شرط ولا منة ولا إحراج !! حتى لو أثبت عدم قيامه بمسؤولية الأسرة وتقوم عنه امرأته حمالة الأسية بكل الأدوار !! دفع قيمة الإيجار، وتسديد فاتورة الكهرباء والماء ! ودفع راتب السائق والعناية بالأطفال وتزويد العش الهادئ (!) بالتموين اليومي لإشباع البطون الجائعة وسيادته رعاه الله سيدا مطاعا يكفيه أنه «محرم» و«الرجال» في مجتمع ووسط يجب أن تكون الواجهة والوجاهة للرجال !! الغريب أن الجهات الداعمة للمواطنين من خلال القروض كأنها تعيش خارج المجتمع وتتواصل معه عبر الأثير فقط ! اليوم يا سادة يا كرام وكما تعلمون كثير من البيوت السعودية تقوم على كاهل النساء وأسر كثيرة ترعاها نساء بوجود الرجال أو بعدم وجودهم فالرجل ضرورة نعم لكنه صار للزينة فقط ! بعد أن تخلى عن جميع أدواره منسحبا إلى الوراء تاركا الفرصة أن يتقدمه السائق أولا ثم الزوجة أو الأخت !! ولدينا أسر لا عائل لها سوى النساء في الثلاثين من أعمارهن أو تحت الثلاثين !! لذا لم يكن من الضروري افتعال مخاوف لدى هذه الجهات في كيفية تسديد القروض لأن بمقدورها وضع الأنظمة التي تحقق لها ذلك أسوة بالرجال فهل كل الرجال مثاليون في السداد ؟! لم يكن من الضروري قهر النساء بشروط تعجيزية كي تنال إحداهن قرضا حسنا يكفيها مؤونة السؤال وكان لا بد من الانفتاح على الواقع ومنح فرص مقننة ومدروسة للنساء لا ترتبط بالثلاثين أعلاه حتى لا تكون هذه الجهات شريكا في خراب البيوت ! فقد يحدث الطلاق للحصول على قرض! وقد يتم التلاعب للحصول على قرض ! وأخشى أن تجتهد إحداهن في القيام بالليل كي تدعو الله رجاء التخلص من مزوج يقف حجر عثرة أمام حصولها على القرض !! جهات أساسها التيسير لا التعسير فكيف تمشي عكس الاتجاه الصحيح ؟!