اعتبر الفنان تامر حسني أن ما تعرض له الفترة الماضية من هجمة عنيفة تجاه شخصه وفنه تعود لكثرة الحساد والحاقدين على نجاحه، وقال «عانيت كثيرا في حياتي وهناك أناس كثيرون وقفوا ضدي وحاولوا محاربتي والتقليل من نجاحاتي والقضاء علي، لكن ربي نصرني عليهم، لذلك حججت العام الماضي شاكرا داعيا ربي على ذلك، فما أنعم علي من نعم أكثر من أن تعد أو تحصى». وبين أن ما تعرض له في الثورة ظلم كبير له، مبينا أنه مواطن مصري يعشق أرضه وشعبه، وولاؤه ليس للأشخاص وإنما للوطن الكبير وهو مصر، وقد صالحت جمهوري في مصر وقمت بأكبر عملية تبرع بالدم وغنيت لشهداء الثورة. وبرر حسني موقفه المعارض للثورة في أول الأمر بقوله «عدت لأجد البلد في حالة فوضى عارمة، مساجين غادروا الزنازين، والشرطة غائبة عن الشارع، والشباب يشكلون لجانا شعبية لحماية البيوت والأحياء، ما الذي تتوقعونه مني عندما أعود لأجد البلد على هذه الحال؟ بالطبع ظهرت لأقول تعالوا نعمل من أجل عودة الأمان للبيوت والاستقرار للبلد، يعني لم أهاجم الشباب ولم أعاد الثورة، لكنني كنت (مرعوبا) من الواقع الذي أشاهده». وأضاف حسني «عقب المكالمة التي أجريتها مع التليفزيون المصرى، التي أثق أن 90 في المائة ممن هاجموني بسببها لم يسمعوها جيدا، لأنى لم أهاجم فيها لا الثورة ولا الشباب، فوجئت بردود أفعال حادة جدا على الإنترنت وموقع الفيسبوك، فظهرت مع الإعلامى عمرو أديب لكى أوضح موقفي وقلت بالنص إن ما يطالب به الشباب هو حق وخير لنا ولأولادنا، وأنا أتفق معهم لكني في الوقت نفسه أرفض وأتحفظ على إهانة الرموز، وقلت فلنقدم مطالبنا بشكل راق ومتحضر بعيدا عن الشتائم والإهانة». وبرر حسني سبب توجهه لميدان التحرير لبيان ما يريد قوله، لكنه وجد ردة فعل غير ديمقراطية حيث ظهر فجأة من يصرخ مطالبا بمنعه من الكلام ويتهمونه بأنه ضد الثورة والتف حوله مجموعة من الشباب أخذوا يهتفون «بره .. بره». وكشف حسني أنه ذهب إلى الميدان ليقول لهم «كنت خارج مصر وإن الصورة وصلتني مغلوطة، وإن آخرين غيري كانوا مثلي قبل أن تتضح الصورة، وعندما اتضحت لي جئت بنفسي لأكون مع جيلي من شباب مصر الغاضب الباحث عن حريته وحقوقه»، مبينا أن الصورة اتضحت له بعد المشهد المؤسف لهجوم الجمال والخيل على المتظاهرين في ميدان التحرير. العلاقة بالجمهور وحول خوفه من تأثير ما حدث على علاقته بالجمهور قال حسني «أتمنى أن يفصل جمهوري بين علاقتهم بي كفنان أحبهم كما يحبونني وأعبر عن مشاكلهم وهمومهم في أفلامي وأغنياتي، وبين اختلافهم معي في رؤيتي لشكل التغيير أو أي خلاف آخر في الرأي فكما قال القدماء (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية). وشدد حسني على أنه يقف مع الناس طوال عمره وسيظل كذلك للأبد، فهو لم يغنِ للرئيس مبارك ولا تربطه علاقة صداقة بعلاء وجمال، ولم يحي حفلات للتليفزيون المصري ولم يتقاض أجرا منهم، متسائلا: ما دافعي لأكون مع النظام أو مناصرا له؟. ونفى حسني أن يكون قد اعتدي عليه في ميدان التحرير قائلا «لقد بكيت لأني إنسان قبل أن أكون فنانا أو نجما، وأنا إنسان حساس والموقف أبكاني وشعرت بالاختناق لأن هناك من لا يريد أن يسمعنى قبل أن يحكم علي، وأي إنسان يتعرض لهذا الموقف سيشعر بأنه مخنوق وسيبكي، كما شاهدت منظر المسرح وهو يسقط». مؤكدا أنه لم يذهب لميدان التحرير كنجم وإنما ذهب كإنسان، وأضاف «كنت وحدي أنا وشقيقي ودون كاميرات أو وسائل إعلام وحتى نصيحة البعض لي بالانتظار حتى النهار رفضتها، ذهبت كشاب مصري لأمد يدي إلى الشباب وأقول لهم أنا إلى جواركم، أدعم حقكم في أن تعبروا عن أنفسكم وعنا حتى لو اختلفت معكم في بعض التفاصيل، كما بكيت لأن تزاحم الناس الرافضين لفكرة أن أتكلم أسقط المنصة وكاد أخي يتعرض للموت، بصراحة شديدة «صعبت علي نفسي». القائمة السوداء وحول انضمامه للقائمة السوداء في ليبيا بعد ظهوره بجوار صور لمعمر القذافي قال ضاحكا «هذه الصور التقطت منذ عام تقريبا، ولو كنت أعلم الغيب وأن القذافي سيتعامل مع شعبه بهذه الطريقة لكنت اعتذرت، لكن ما حدث أنني تلقيت دعوة من محافظ بنغازي طلب مني فيها الغناء للشعب الليبي وليس للقذافي، ومن الطبيعي أن تكون هناك صور للقذافي على جدران الحفل، ولا أجد عيبا أن أظهر في هذه الصورة، وبكل تأكيد أنا ضد ما يحدث للشعب الليبي وأتمنى تحقيق مطالبهم». وتمنى أن تكون هذه الأحداث صفحة وطويت من حياته مؤكدا على أن «تامر حسني إنسان قبل أن يكون فنانا وهو يغلب مصلحة الناس أولا واخيرا». وحول جديده، قال حسني انتظر ردود فعل جمهوري في رمضان بعد أن شاركت في المسلسل الدرامي الأول (آدم) الذي ألعب بطولته إلى جانب شريكتي الدائمة في النجاح مي عز الدين التي مثلت معي العديد من الأفلام السينمائية البارزة، والممثلة التونسية درة، عن قصة كتبها أحمد محمود أبو زيد وأخرجها محمد سامي. وبين أن مسلسل (آدم) الذي سيعرض على قناة أبوظبي من الأعمال القريبة من نبض الشارع حيث يدخل صلب الحياة الاجتماعية ويطل على معاناة الشباب والبطالة والكفاح المستمر في سبيل لقمة العيش، مع إشارات واضحة إلى الفساد والجريمة في إطار بوليسي مشوق، ومن خلال أحداث متفرقة محورها الشاب آدم الذي يفقد والده ويصبح المعيل الوحيد لأسرته، فيعمل في توصيل الطلبات ويتورط خلال عمله في مشاكل معقدة لا ذنب له فيها، لافتا إلى أن العمل يسلط الضوء على أيضا على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. وأكد حسني رضاه على البومه الجديد (اللي جاي أحلى)، مبينا أنه اختار إيناس للظهور معه في أغنية (أكلمها) التي أنوي تصويرها بطريقة الفيديو كليب وأشارك معهما أحمد زاهر بينما يتولى إخراجها حسام الحسيني، ولم يبد إنزعاجا من تسرب أغنية (ولا تسوى الدنيا)، متمنيا أن ينال الألبوم رضى الجمهور. الأشخاص المؤثرون وعن أكثر الأشخاص تأثيرا فيه، بين حسني أن امرأة دمشقية سورية وقورة صاحبة التأثير الأكبر في حياته فهي التي دفعته هذا العام لأداء فريضة حج هذا العام لأول مرة في حياته، وهي والدته السورية. وعن شعوره عند زيارة السعودية وأداء الحج قال حسني «الحج حلم حياتي وقد تحقق هذا الحلم بفضل دعوات والدتي»، وأشار حسني إلى أنه يأمل أن يأتي الحج المقبل مع والدته ليؤدي معها فريضة الحج، مبينا أنها تعاني من ظروف خاصة منعتها من أداء فريضة الحج معه». وأشار تامر إلى أنه قرر فتح صفحة جديدة في حياته بعد أدائه لفريضة الحج، معتبرا أنه القبول الكبير لدى الناس نعمة كبرى من المفترض أن يحافظ عليها يوجهها فيما ينفع الناس، وعاهد حسني نفسه بالارتقاء فيما يقدم من مواضيع أفلامه وأغانيه وأن تكون هادفة وذات معنى وتكون دليلا ومرشدا للطريق الصحيح وتأخذ المنحى الإيجابي الاجتماعي. وختم حسني حديثه باعتزازه بالعلاقة التي تجمع بينه وبين جمهوره في الخليج عموما والمملكة خصوصا، مؤكدا أن الجمهور في المملكة جمهور ذواق ويقدر الفن وهو يتواصل مع جمهوره بشكل دائم في كل أنحاء العالم. واعتبر حسني من وصفه بأنه فنان الشباب في الفترة الحالية قد حمله مسؤولية كبيرة، مفضلا عدم الالتفات لمن يريد الإضرار به وبسمعته خاتما حديثه «الأشجار المثمرة هي التي ترمى».