اقترح المشرف العام على موقع نبي الرحمة الإلكتروني الباحث محمد مسعد ياقوت، فكرة لتأسيس اتحاد عالمي يدعم المواقع الإسلامية ويقدم لها الخدمات الشرعية والقانونية والفنية لخدمة قضية التعريف بالإسلام. ويكون إنشاء الاتحاد وفق خمس خطوات: اتخاذ القرار رسميا في إحدى الدول الإسلامية, وتشكيل هيئة تأسيسة مكونة من ذوي الشأن من الوزراء والعلماء وأصحاب المواقع الإسلامية، وإعداد المثياق والنظام الداخلي يحدد فيه آليات للتنسيق والتعاون بين المواقع الإسلامية، بحيث تشكل الهيئة التأسيسة مجلسا للاتحاد وأمينا عاما متفرغا لأربع سنوات يكون مسؤولا أمام المجلس عن أداء أجهزة ومكاتب الاتحاد ويقوم بمهامه نحو تنفيذ خطة زمنية. وتأتي مطالبة ياقوت في بحثه «دور الشبكات العالمية في تكامل الجهود لحل مشكلات العالم الإسلامي»، الذي يلقيه الأسبوع المقبل في مؤتمر «العالم الإسلامي.. مشكلات وحلول»، وتنظمه رابطة العالم الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وفي الوقت الذي يؤكد فيه الباحث أن الحاقدين استخدموا «الانترنت» في حملات الزعزعة بقوة وبشكل لافت للانتباه، فإنه يرى أن رحى الحرب الدائرة في ميدان الانترنت تدور حول أربعة محاور؛ الإساءة لشخص النبي صلى الله عليه وسلم، إلصاق تهم معينة بالإسلام مثل «الإرهاب» و «التخلف»، محاولة إعطاء صورة معينة عن نظرة الإسلام للمرأة، وبث الخلاف في العالم الإسلامي لزعزعة استقرار الدول الإسلامية. وفوق ذلك؛ فإن ياقوت يرى أن المسلمين لمن ينجحوا حتى الآن في استخدام «الانترنت» استخداما فاعلا يخدم نشر الإسلام وتعريف العالم بفضائله، ولم يستطيعوا استخدامه كما يستخدمه الآخرون في نشر أفكارهم ومناصرة قضاياهم، مبينا أن الإحصاءات تقول إن المواقع التنصيرية تزيد على الإسلامية بمعدل 1200 في المائة، ونصيب المسلمين من «الانترنت» حتى الآن مازال هزيلا لا يرقى إلى المستوى المطلوب، متطرقا إلى دراسة حديثة تظهر أن المنظمات المسيحية تحتل نسبة 62 في المائة من المواقع، يليها المنظمات اليهودية، ويتساوى المسلمون مع الهندوس بنسبة 9 في المائة فقط، مشيرا إلى آخر إحصائية لموقع قوقل للبحث، حيث أوضحت أن 3.4 مليار صحفة على «الانترنت» لا تمثل الصفحات العربية فيها إلا 10 في المائة من مجموعها، بمعنى أن واقع الصحفات الإسلامية على الانترنت عموما ضعيف جدا ويعاني عجزا مريعا، إذا ما قورن بقوة المواقع التنصيرية العملاقة، التي تعمل بشكل جماعي ومنظم بدعم من الدول الغربية، والهيئات التنصيرية، والكنائس الكبرى، ورجال الدين المسيحيين، ورجال الأعمال المعروفين بدعمهم لأنشطة التنصير. ومع تأكيده أن تلك الحملات الإعلامية لن تضر الإسلام بشيء ولن توقف فيض المد الإسلامي الزاحف بين الشعوب، فإن ياقوت يوضح أن مسؤولية المسلمين نحو دينهم بتسخير وسائل التقنية العصرية في تعريف الناس بالدين الإسلامي، مشيرا إلى ذلك من باب مقارعتهم بنفس سلاحهم. ويوضح ياقوت أن «الانترنت» يلعب دورا مهما في متابعة مشكلات العالم الإسلامي، وقد ظهر الانترنت طرفا مهما في كل قضية مستجدة، مؤكدا أثر «الانترنت» في الحملات الإعلامية التي تهدف إلى زعزعة استقرار العالم الإسلامي من ناحية، وتلك التي تهدف إلى تشويه مقدساتهم وثوابتهم من ناحية أخرى. ولصناعة دور فاعل في «الانترنت» لإبراز الوسطية ومعالم الرحمة في الإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، طالب بتوفير عدد من العوامل، أهمها: «الدعم المالي» للمواقع الإسلامية خاصة أنها خارج دائرة الاهتمام في واقع الأنشطة الخيرية، و «الجماعية» حيث إن أغلبها تغلب عليه الفردية، و «التخصصية» فإن المختصة منها تحصى على أصابع اليد الواحدة، و «الفعالية» ويعنى بها مدى الخدمات التي يستفيد منها زوار الموقع.. ودعا الباحث إلى زيادة الدعم المالي المقدم للمواقع الإسلامية، وتفعيل ذلك على مستوى وزارات الأوقاف والهيئات الإسلامية والمؤسسات الخيرية، وترجمة محتويات المواقع الإسلامية إلى اللغات الأجنبية، وفتح باب المنافسة بين المواقع الإسلامية بهدف بث فضائل الإسلام إلى المستخدم العربي، والعمل على تضييق الفجوة الموجودة بين المواطن الغربي وبين مواقعنا الإسلامية.