العلاقة بين الإنسان ووطنه ليست علاقة باتجاه واحد، بل هي علاقة أخذ وعطاء بين طرفين يشكلان بعضهما، فلا مواطن بلا وطن ولا وطن بلا مواطن. وعندما يطرح سؤال: ما هو حق الوطن على المواطن؟ فإن سؤالا آخر يقابله: وما هو حق المواطن على وطنه؟ قد تختلف الإجابتان في ظاهرهما لكنهما في جوهرهما تنصهران في إجابة واحدة تشكل جوهر المواطنة ككيان وكمكونات. للوطن على المواطن حقوق كثيرة وللمواطن على الوطن مسؤوليات كبيرة، ومن الخطأ أن يرى البعض أن حق أحد الطرفين على الآخر حق مطلق دون واجبات أو مسؤوليات. كثيرون يقصرون في حق أوطانهم، ويتخلفون عن الاندماج في عملية الارتقاء به عندما يتخلفون عن الارتقاء بقدراتهم الذاتية للمساهمة في بنائه أو عندما يخالفون أنظمته ويتحولون إلى عبء على مجتمعه يثقلون كاهله بدلا من الإسهام في حمله، وفي المقابل يشعر كثيرون بتخلي أوطانهم عنهم عندما تعجز أنظمته ومؤسساته عن تعبيد طرق حياتهم، ومعالجة مشكلاتهم وتذليل معوقات مواجهة مسؤوليات الحياة ومتطلبات المعيشة. لنتذكر دائما أنه لا وطن دون مواطن ولا مواطن دون وطن، وأن العلاقة بينهما علاقة تكاملية قائمة على قاعدة واحدة من المسؤوليات والتضحيات، والأخذ والعطاء. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة