223 جثة تتكدس في ثلاجات الموتى في مستشفيات منطقة جازان، حرمت العديد من إيجاد المكان المناسب لحفظ موتاهم لحين التجهيز لدفنهم، ولاسيما مع عدم وجود أي أدراج شاغرة في الثلاجات حاليا. وبالرغم من أن التعليمات تنص على دفن الأجانب خلال شهرين فقط، إلا أن في الثلاجات جثثا تعود لعامي 1429 1430ه، لإصرار بعض الجهات المعنية على إجراء تشريح للجثث، رغم العلم بسبب الوفاة. تشريح الجثث علمت «عكاظ» أن بعض الجهات ذات الاختصاص تطالب بتشريح جميع الجثث دون استثناء ما ساهم في تكدسها في الثلاجات، وتنص التعاميم على دفن الأجانب خلال مدة شهرين فقط بعد أخذ حمض «DNA»، إلا أن هناك جثثا من عام 1429ه في ثلاجات المستشفيات تابعة لحرس الحدود، وجثثا من عام 1430ه تابعة للشرطة، وهناك أكثر من 80 جثة أحيلت من قبل حرس الحدود، وتم الكشف عليها من قبل أطباء المستشفيات، وأصدروا تقاريرهم على هذا الأساس، إلا أن بعض الجهات ترفض دفنها وتطالب بتشريحها، وفي هذا مخالفة صريحة للأنظمة والتعاميم المنظمة للحالات التي يستدعي تشريحها، كالحالات الجنائية أو المشتبه في أن تكون جنائية، بينما هذه الحالات معلوم سبب وفاتها، كما أن الجهالة ليست سببا للجناية حسب التعاميم ولا تحال للطب الشرعي للتشريح، الأمر الذي جعل العديد من المستشفيات تحتفظ بجثتين في درج واحد، حتى إن بعض الجثث تحللت وذهبت معالمها دون أن تصدر الأوامر بدفنها. وأشارت مصادر ل «عكاظ» إلى أن ثلاجة مستشفى صامطة تضم 34 درجا، وتحتوي على 58 جثة، وثلاجة مستشفى أحد المسارحة تضم 6 أدراج تحتوي على 18 جثة، فيما تحتضن ثلاجة مستشفى بيش جثة وحيدة مضى عليها 8 شهور. ورغم وجود مناقصة مطروحة من صحة جازان لإضافة 66 درجا جديدة لمستشفيات المنطقة، إلا أن هذا ليس الحل المناسب، فالمشكلة ستعود من جديد، خاصة أن المنطقة حدودية يكثر فيها المتسللون والمهربون. دفن 40 جثة وأوضحت مصادر ل «عكاظ» أن مديرية الشؤون الصحية في المنطقة رفعت عدة خطابات للجهات الأمنية، وتم إشعار إمارة المنطقة لدراسة مشكلة تكدس الجثث، وتم تشكيل لجنة برئاسة وكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية الدكتور حامد الشمري، عمدت إلى تشكيل فريق عاجل لإنهاء إجراءات الجثث، واستطاع دفن ما يقارب 40 جثة لم تكن هناك أسباب لبقائها في الثلاجات، ولكن سرعان ما عادت المشكلة مجددا، خاصة أن الثلاجات تستقبل بشكل يومي من 4 إلى 5 جثث، وهناك حالات معروفة ومعلوم سبب وفاتها، وذووها مقرون ومقتنعون بسبب الوفاة ويريدون استلامها، إلا أن الجهة الأمنية لا يمكن أن توافق على تسليم أو دفن حالة إلا بعد تشريحها. واعتبر عبدالله حمدي ما تعرض له من بحث عن ثلاجة لوضع قريبته فيها أمرا مؤسفا، حيث بحث في كل مستشفيات جازان، والتي اعتذرت لعدم وجود مكان شاغر للجثة، ما اضطره لتركها حتى نقلها للمقبرة. زيادة الاستيعاب وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة جازان العميد حسن بن علي القفيلي أن التعليمات تنص على دفن المجهولين بعد شهرين من وفاتهم، إذا لم يتم التعرف عليهم، ويحتفظ بكافة نتائج التشريح، أما الأشخاص الذين يتم التعرف عليهم بعد الوفاة، فإن إجراءات دفنهم تستغرق وقتا، وذلك لإحضار الأوراق الخاصة بالمتوفى من أسرته من وكالات وصكوك وغيرها، وقد تكون أسرته غير معروفة العنوان كمن هم في الدول الأخرى لذلك تستغرق وقتا أطول. وطالبت مديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان بإيجاد حلول مناسبة لمثل هذه الحالات من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية للثلاجات في المستشفيات؛ لوقوع منطقة جازان على الحدود التي يكثر حولها المتسللون والمهربون. رأي الشرطة وأكد الناطق الإعلامي في شرطة منطقة جازان النقيب عبدالرحمن بن سعد الزهراني أن استكمال الإجراءات يتأخر؛ لارتباط القضية أو المتوفى بعدد من الجهات المختلفة كالصحة أو هيئة التحقيق والادعاء العام أو الشرطة، فتشريح الجثة لا يستغرق وقتا طويلا. وأضاف لابد من إيجاد حلول رسمية لمشكلة تكدس الجثث، فبعض الإجراءات تستغرق أوقاتا طويلة، فهناك جهات مشتركة لابد من المرور عليها، كالطب الشرعي والشرطة والجهة التي قامت بإحضار المتوفى من دفاع مدني أو شرطة أو حرس حدود أو مجاهدين لذلك يتأخر دفن المتوفى.