أتمنى أن نبعث بعض مسؤولي مناقصات و تخطيط و تنفيذ مشاريعنا الحكومية إلى الصين لا ليتعلموا كيف نجحت الصين في بناء أطول جسر بحري في العالم يبلغ طوله أكثر من 38 كيلو مترا خلال أربع سنوات فقط، وإنما ليتعلموا كيف أمكن أن ينجز هذا المشروع العملاق بتكلفة 1.5 مليار دولار فقط !! لدينا مشاريع دخلت ذاكرة الزمن، و تكاليفها دخلت دائرة الفلك، دون أن تنجز أو تصمد في وجه الزمن بعد تنفيذها، لذلك يحق لنا أن نسأل مرة بعد مرة: لماذا مشاريعنا الأطول تنفيذا و الأكثر تكلفة و الأسرع عطبا ؟! لو حسبنا ما بذلته الدولة في ميزانياتها وأنفقته خلال 50 عاما على مشاريع البنية التحتية لوجدنا أنه يكفي لبناء كوكب آخر، فهل المشكلة في المكان أم الإنسان أم شيء آخر سنفنى و تفنى أموالنا دون أن نكتشفه !! عندما انتقدت غياب الرؤية و التخطيط البعيد في مشروع طريق الملك عبدالله في مدينة الرياض الذي كلف الكثير من الوقت و الجهد و المال لينتج لنا في النهاية طريقا بثلاث مسارات رد علي رئيس مركز المشاريع و التخطيط بهيئة تطوير الرياض بأنهم يخططون ل 25 سنة، أي أن 3 مسارات ستكون كافية بعد 25 سنة لحركة سكان الرياض الذين يتضاعفون كل 10 سنوات، و ربما كان ذلك صحيحا على أساس أن المخططين وضعوا في اعتبارهم أن وسائل النقل ربما تتطور إلى وسائل خارقة شبيهة بوسائل أفلام الخيال العلمي تجعل من الطرق المسفلتة وسيلة تنقل عتيقة و ثانوية!! أكتب هذا المقال بعد أن سلكت اليوم وصلة من طريق سريع عمره أكثر من 50 سنة شمال كاليفورنيا يتكون من 6 مسارات، ناس ترى 50 سنة أمامها، و ناس حبيسة 50 سنة خلفها !! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة