انتقد عدد من المهتمين بالطفولة استغلال مؤسسات تجارية وإعلامية الشخصيات الكرتونية التلفزيونية المحببة للأطفال في كسب الأموال وتزويدهم بسلوكيات غير تربوية، منتقدين في الوقت ذاته غياب مسرح الطفل الحقيقي، ومؤكدين أن ما يقدم من مشاهد مسرحية لا يمت لمسرح الطفل بصلة. اعترض مقدم البرامج في قناة جدة عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة ماضي الأمير على ما يقدم من برامج في المولات من ألعاب خطرة كمشاهدة الثعابين وأكل الزجاج وغيرها، وعدها انتهاكا لحقوق الطفل، وقال «كيف يعرضون الطفل لمثل هذه المشاهد؟»، وأضاف «لا شك أنها مشاهد تترك آثارا نفسية وتربوية على الأطفال». وبين الأمير أن جلب بعض المؤسسات ألبسة بعض الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال إلى المولات من أجل استغلالهم بالتقاط الصورة معهم يشكل خطورة ثانية على صحة الطفل. أما الشيخ الدكتور نامي الشريف رئيس قسم التربية الإسلامية في إدارة التربية والتعليم في جدة فقال: إن الكثير من الرسوم المتحركة لا يتفق والعقيدة الإسلامية، وقال: تعريض الأبناء للدمى التي تجسد الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال تعزز لديهم الانتماء لهذه الدمى وتؤثر على سلوكهم وتجعلهم يصدقون بأن الدمى حقيقية، وإنها ليست ماسكات يلبسها أشخاص لاستغلال الأطفال. وأضاف أن «إنتاج هذه الأفلام الكرتونية مصدره دول غير عربية وغير إسلامية؛ الأمر الذي يجعلها مليئة بالقيم التي لا تتناسب مع قيمنا العربية الإسلامية، مما يجعل فائدتها لأطفالنا محدودة أو في كثير من الأحيان عكسية». من جهته، قال الباحث التربوي عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة سعود عبدالعالي الحربي «المنزل هو أول وأهم مدرسة في حياة الطفل، لذلك فإن الآباء مطالبون بنصح أبنائهم وتوجيههم واختيار نوعية المشاهدة لهم، سواء المشاهد الحية في المولات والأسواق أو المشاهدة عبر التلفاز، لعدم تعريض الأطفال لمشاهد تؤثر على سلوكهم وتقوض جهود التربويين». ونصح الحربي الآباء بمراقبة الأبناء وتوجيههم إلى نوعية المشاهدة الصحية السليمة وتوفير منوعات من الكتب والمواد التعليمية في المنزل وتشجيعهم على استخدامها، وقال « نشاهد في الأسواق ومحلات التسوق مشاهد مسرحية تنتسب إلى مسرح الطفل ولكنها بعيدة كل البعد عن القيم التربوية الحقة لمسرح الطفل الذي ينمي الخيال ويكسب الطفل خبرات تربوية ومهارات بدلا من سلوكيات غير لائقة يبديها ممثلون على خشبة المسرح». وأضاف « قد تؤدي هذه الدمى والشخصيات الكرتونية إلى أن يكون الطفل ضحية للاعتداء». أما صاحبة ومديرة نادي المبدع الصغير في المنطقة الشرقية عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة أسماء محمد عيسى الهاشم فرأت أن هذه الدمى قريبة إلى نفسية الصغار، وقالت: « هذه الدمى تنمي خيال الطفل وهي مصدر متعة للطفل». وأضافت «تعتمد القيم التي توصلها الدمى على المهرج الذي يلبس ملبوسات الدمى». وزادت: ننصح الأسر بمتابعة أولادهم عند وجود هذه الدمى في الأسواق. وأكدت أن تأثيرها إيجابيا وسلبيا يعتمد على توجيهها من قبل القائمين والمقدمين لهذه الدمى، وقالت «لابد أن يكون لهذه الدمى أهداف تربوية بعيدة عن الاستغلال والقيم غير الأخلاقية».