أطلق الأطباء المختصون تحذيرا للشباب الذين يتجهون لقضاء اجازات الصيف في الخارج، وقد يكونون عرضة لإغراءات وفريسة للوقوع في براثن امراض خطيرة. وأشار الأطباء إلى أن مرض نقص المناعة المكتسبة المعروف باسم الايدز هو اخطر مرض ينتقل بالعلاقة غير الشرعية، مشيرين الى ان الوعي والعفة كفيلان بعدم تعرض الشباب لفيروسه الشرس. رأى مدير عام المكتب التنفيذي لصحة الخليج الدكتور توفيق احمد خوجة أن تحلي الشباب الذين يتجهون للخارج لقضاء اجازة الصيف بالقيم والعفة كفيل بعدم تعرضهم لأخطر فيروس يهدد البشرية، مبينا أن مرض نقص المناعة المكتسبة هو مرض فيروسي سببه الفيروس المعروف باسم HIV، وهو احد الأمراض المنتقلة جنسيا بعلاقات غير شرعية، حيث يستطيع الفيروس المسبب تدمير الجهاز المناعي تدريجيا مما يؤدي لإصابة المريض بالالتهابات المتعددة والأورام. وأضاف «الفيروس يمكن أن يبقى سنين طويلة قبل أن تظهر أعراض المرض، ورغم خطورة المرض، إلا أن حالات الإصابة بالفيروس ومنذ اكتشافه عام 1981م بتزايد مستمر، حيث كشفت سجلات الأوساط الطبية أن هناك 39 مليون شخص مصابون بفيروس الايدز في أنحاء العالم وتوفي بسببه 25 مليون شخص، وما زال الأطباء يواصلون جهودهم وأبحاثهم للوصول إلى علاج أو مصل لهذا الفيروس الشرس». الدكتور خوجة شدد على ضرورة تكثيف التوعية خلال هذه الفترة بالتحديد، حيث ان الإغراءات في الخارج تزداد خلال الصيف ولا سيما ان الشباب صغار السن والمراهقين فئة مستهدفة وسهلة الوقوع فريسة. ولم يختلف رأى استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، موضحا أن الشباب ولا سيما صغار السن يفتقدون الكثير من الوعي الذي يجنبهم الوقوع في براثن الامراض الخطيرة وفي مقدمتها الايدز، وقد يفقدون صوابهم عند وجود اغراءات، وبالتالي فإن تكثيف التوعية بمرض الايدز خلال هذه الفترة امر ضروري لحماية الشباب. والمح الدكتور الحامد إلى ان الكثير من الشباب الذين يسافرون للخارج في قضاء الاجازات وعندما يكتشفون من خلال التحاليل انهم وقعوا ضحايا يعيشون في حالة نفسية سيئة، وتتولد لديهم روح عدوانية، ومن هذا المنطلق فإنه من الضروري ان تتحرك وسائل الإعلام في توعية الشباب من المخاطر. العفة وقاية واعتبر البروفيسور محمود محمد كسناوي استاذ علم الاجتماع التربوي في جامعة ام القرى، ان التوعية ضرورية لتحذير الشباب من مخاطر الامراض المعدية، وخصوصا ان هذه الامراض تلازم الضحية طوال حياته وتفقده الكثير من شخصيته، ولا يتوقف الأمر على الضحية فقط بل يمتد لأسرته ومجتمعه. البروفيسور كسناوي اكد أن الطريق الوحيد للوقاية من مثل هذه الامراض القاتلة هو تقوى الله والابتعاد عن العلاقات المحرمة فالعفة خير وقاية، وضرورة تكثيف برامج التثقيف الصحي في الصيف، ونشر الوعي بطبيعة هذا المرض. فيروس شرس وعن مرض الايدز وخطورته يقول الدكتور محمد عبدالرحمن استشاري مكافحة العدوى: الايدز هو مرض فيروسي سببه الفيروس المعروف باسم HIV، وهو احد الأمراض المنتقلة جنسيا، حيث يستطيع الفيروس المسبب تدمير الجهاز المناعي تدريجيا مما يؤدي لإصابة المريض بالالتهابات المتعددة والأورام، مبينا انه عند دخول الفيروس للجسم فإنه يهاجم خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم CD4، فيدخلها ويتكاثر داخلها ويهاجم خلايا أخرى غيرها ويدمرها، حتى يقل عددها عن 200 خلية (الطبيعي 800 خلية) لكل ميكروليتر من الدم، وعندها يصاب المريض بالالتهابات والسرطانات المتنوعة. ويواصل الدكتور عبدالرحمن: طرق انتقال المرض تتمثل في ممارسة العلاقات الجنسية المحرمة، نقل الدم الملوث ومنتجاته، زرع الأعضاء من متبرع مصاب، المشاركة في الإبر الملوثة عند مدمني المخدرات، من الأم المصابة إلى جنينها أو من لبنها أثناء الرضاعة (عند 25 50% من الحوامل)، الوشم بالإبر الملوثة، عدم التعقيم في عيادات الأسنان، الجرح بموس ملوث عند الحلاقين، واستخدام فرشاة أسنان لشخص مصاب. ويضيف الدكتور عبدالرحمن أن ملامسة المريض أو العيش معه أو مشاركته في المكتب أو المنزل أو العمل أو المدرسة أو استخدام الحمامات وأحواض السباحة وكذلك مشاركته في تناول الطعام والشراب واستخدام الملابس أو الهاتف أو وسائل النقل العامة، إضافة للسعال والعطاس؛ كل ذلك ليس سببا للعدوى وانتقال المرض. وعن الوقاية يؤكد الدكتور عبدالرحمن أن الطريق الوحيد للوقاية هو العفة والابتعاد عن العلاقات المحرمة شرعا، والتثقيف ونشر الوعي بطبيعة هذا المرض، والحرص على فحص الدم ومنتجاته قبل نقل الدم، ومحاربة المخدرات ومعالجتها، ويجب ان تدرك جميع المجتمعات انه لا يوجد حتى الآن علاج لمرض الايدز، ولا تزال الأبحاث مستمرة. تاريخ المرض وفي سياق متصل، قال باحثون أمريكيون، ان فيروس الايدز القاتل بدأ لاول مرة الانتشار بين البشر مطلع القرن العشرين في بلدان افريقيا جنوب الصحراء مع بداية ظهور المدن الحديثة في المنطقة. وكتب الباحثون في دورية الطبيعة ان كشفهم يدفع بداية ظهور فيروس نقص المناعة المكتسب (اتش.اي.في) الى الوراء عدة عقود مضت. ويعتقد الباحثون ان نمو المدن والسلوكيات عالية الخطورة المرتبطة بالحياة المدنية، قد تكون ساعدت الفيروس في الانتشار. ولا يوجد علاج للايدز الذي ينتقل في اغلب حالاته عبر الاتصال الجنسي. وكانت تقديرات سابقة أرجعت تاريخ المرض الى عام 1930، ولكن مايكل ووروبي الباحث في جامعة اريزونا في توكسن يعتقد الان ان فيروس نقص المناعة المكتسب بدأ في اصابة البشر خلال الفترة بين 1884 و1924. ويستند البحث على آثار جينية عمرها 48 عاما اخذت من ورم لمفاوي من امرأة في كنشاسا عاصمة جمهورية الكونجو الديمقراطية زائير سابقا. والعينة التي اخذت في عام 1960 هي ثانى اقدم تسلسل جيني لفيروس اتش. اي. في المجموعة (ام) وهي السلاسة الرئيسة للفيروس المسؤول عن وباء الايدز. ويرجع اقدم تسلسل جيني الى عام 1959 وهي عينة دم من رجل في كنشاسا. وقال ووروبي (حالما يكون لديك اثنان يمكن ان ترتبهما وتعقد مقارنة بينهما). وأضاف «وحينما تقوم بذلك ترى ان الاثنين مختلفان جدا. وهذا يعني ان الفيروس كان موجودا بالفعل هناك منذ فترة طويلة». وبوضع العينتين مع العشرات مع تسلسلات جينية اخرى معروفة من قبل لسلاسة (اتش. اي. في -1) فإن الباحثين اسسوا شجرات عائلة لهذا النوع من سلاسة (اتش. اي. في).