مع انطلاق إجازة الصيف المدرسية، بدأت خريجات الثانوية العامة في مدينة جدة وأولياء أمورهن، ركضا حثيثا من أجل البحث عن مقعد دراسي جامعي يفتح أمامهن فرصا علمية ومهنية تتيح لهن مجالات أوسع نحو المشاركة الفاعلة مع زميلاتهن في خدمة مجتمعهن وهن متسلحات بالعلم الأكاديمي الجامعي. الحلم الأبرز الذي تنتظره الفتاة بعد إكمالها المرحلة الثانوية، هو الحصول على مقعد دراسي جامعي، لاسيما أنهن أقل حظا في الحصول عليه مقارنة بالشباب. ولعل معاناة الفتاة في جدة تختلف عن نظيرتها في المدن الرئيسية الأخرى، لاسيما أن المؤسسات التعليمية العليا محدودة فيها، ولا تتجاوز الجامعة الواحدة وهي جامعة الملك عبدالعزيز.«عكاظ» استطلعت آراء عدد من الفتيات وأولياء أمورهن، وأجمعوا على ضرورة إتاحة الفرصة أمام الفتاة في مدينة جدة، كونها لا تحظى بفرص تعليمية كبيرة مقارنة بالفتيات في مدينة الرياض على سبيل المثال، في ظل توفر ثلاث جامعات كبرى؛ جامعة الملك سعود، الإمام محمد بن سعود، وجامعة الأميرة نورة، بالإضافة إلى كليات حكومية تخصصية في مجال الطب كجامعة الملك سعود للتخصصات الصحية وبرامج دراسية تقدمها جهات عديدة في مجال الطب والصحة. ويؤكدون أن الفرص في مدينة جدة تنحصر معظمها في جامعة الملك عبدالعزيز، فيما هناك العديد من الجهات التعليمية الخاصة التي تسعى إلى استقطاب أعداد من الخريجات، إلا أن تكلفتها العالية حالت دون التحاق الفتيات بها. ويطالب أولياء الأمور والفتيات، بضرورة العمل على اعتماد إنشاء مؤسسات تعليمية عليا تعمل على تأهيل وتدريب الفتاة في مهن وتخصصات تحتاجها سوق العمل في المملكة، وأكدوا أن الفرصة التعليمية ضرورة ملحة يجب توفيرها للفتاة التي لا توجد أمامها فرص أخرى مثل الشاب. وأقترح أولياء الأمور إنشاء جامعة مستقلة للبنات في مدينة جدة على غرار جامعة الأميرة نورة في الرياض المخصصة للبنات فقط، مشيرين إلى أن ذلك سيساهم في استيعاب الفتيات وتأهيلهن بشكل جيد، ويخفف الضغط الهائل الذي تشهده جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. من جهته، أكد ل«عكاظ» عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور عبدالفتاح مشاط، أن الجامعة أولت هذا الجانب اهتمامها، من خلال تخصيص نصف المقاعد الدراسية في الجامعة لخريجات الثانوية العامة، لافتا إلى أن الجامعة وضعت خططها لاستحداث كليات وأقسام في تخصصات مختلفة تتناسب مع طبيعة الفتاة اجتماعيا، حيث افتتحت أقساما في تخصصات التصميم والديكور لتأهيل كوادر نسائية للعمل في هذا المجال بعد التخرج. وشدد عميد القبول والتسجل على ضرورة العمل على فتح نوافذ دراسية أخرى غير الجامعة لاستيعاب جميع خريجات الثانوية في جدة، داعيا المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى المزيد من الوحدات الدراسية لاستيعاب الفتيات. من جهة أخرى، كشفت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عن توجهها لإنشاء 20 معهدا عاليا للفتيات، لتضاف إلى ال20 السابقة.