عزيزي الكاتب.. أنا أحد المبتعثين وكنت أدرس في اليمن بكلية الطب، فيما البقية بعضهم معي والبعض الآخر في تخصصات أخرى، وكانت الحياة جميلة أو هكذا بدت لنا، طلاب يدرسون ووطن يقف مع أبنائه يمولهم بكل شيء ليعودوا له كما يريدون وكما يريد. اليوم وبعد مضي 5 أعوام من الدراسة في كلية الطب، توقف كل شيء في اليمن لأسباب الجميع يعرفها، 6 أشهر متوقفة الجامعات في اليمن، فطالبنا الوزارة بأن تجد لنا حلا، فجاء الحل، ولكن هل تعرف ما هو؟ أكدوا لنا أنه يمكن لنا التحويل إلى جامعات في الأردن أو مصر أو البحرين أو الإمارات، ولكن بدون رواتب، الوزارة ستدفع رسوم الدراسة في الجامعات فقط، أما المكافأة/الراتب «1200 دولار» تبخر. ولأنه لم يبق لي إلا سنة ونصف وأصبح طبيبا لأحقق حلم أمي، إذ قالت لي وأنا طفل: «يا رب أشوفك طبيب قد الدنيه»، قبلت أن أكمل الدراسة وإن قطع الراتب لأسباب لا أحد يعلم بها سوى الوزارة. في الأردن وبالجامعات المعترف بها من قبل وزارتنا لم يكن هناك كلية للطب، وهذا يعني أن علينا الانتقال إلى جامعات أخرى في الأردن، أو نذهب إلى بلد آخر. حين شرحنا حالتنا للمسؤول في الأردن الأستاذ «فوزي»، قال لنا: «أنتم يا طلاب اليمن حتى لو تخرجتم الناس لن تعالج عندكم، وأنا أولهم»، وضاع باقي الكلام وسط ضحكاته المجلجلة. هذه حكايتنا نحن المبتعثون، الذين كانوا يدرسون في اليمن، ثم طلب منهم الانتقال إلى دولة أخرى مقابل التنازل عن الراتب الشهري، وبعد أن وصلنا لم نجد كلية طب، ونخاف أن يقال لنا: يمكن أن تنتقلوا لدولة أخرى ولكن عليكم أن تدفعوا نصف الرسوم، من يمنعهم من هذا، ألغوا الراتب دون سبب واضح ويمكن لهم إلغاء الرسوم. عزيزي أكتب لك لأسألك: هل ثمة أمل، أم سيقال لنا عليكم أن تتحملوا ولا تثيروا الضجيج فالعالم الخارجي يشتعل؟ التوقيع : ن. الزهراني [email protected]