تستطيع كمتصفح للإنترنت التنقل من بين المواقع الإلكترونية، وتتعرف إلى ثقافات الشعوب العربية والعالمية. وقد باتت مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني المسيطرة على أوقاف وأفكار الشباب، واختلف البعض في فوائدها ما بين الإيجابية والسلبية، واعتبرها البعض سلاحا ذا حدين. الشباب والفتيات اختلفوا في التعامل والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض يستفيد منها مثل التعرف إلى عادات وحضارات الشعوب وبناء صداقات مفيدة، وآخرون استخدموها بشكل سيئ فأثرت على تصرفاتهم سلبيا. بداية، أوضحت حنان إبراهيم (21 سنة) أن علاقاتها بتلك المواقع تتمحور حول اكتساب المعرفة من الآخرين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، وبها تساهم في نشر كل ما يفيد دينها ومجتمعها؛ سواء كان من خواطر وموضوعات تكتبها، أو صور تلتقطها بعدستها أو مقاطع فيديو أعجبتها. وتضيف حنان «أحيانا أخرى، أستخدم تلك المواقع للتسويق للدورات والمؤتمرات، لأن الفئة المستخدمة لتلك المواقع تمثل غالبا الفئة المثقفة التي تهتم بمجال التطوير والتنمية البشرية». وأكدت أن تلك المواقع تمثل قوة وخطورة في الوقت ذاته، فهي قوة إيجابية وخطورة سلبية، مشيرة إلى أن ذلك يعتمد على استخدام الشخص لها، موضحة أنها «كأي وسيلة إلكترونية تعتبر سلاحا ذا حدين، ومن وجهة نظري فإنها تشهد إقبالا كبيرا من كافة شرائح المجتمع، يكفل لها أن تكون وسيلة تغير وليس تغييرا في المجتمع». وأشارت إلى أن تلك المواقع أصبحت بندقية الشباب في زمن الثورات، مبينة أنهم «استطاعوا أن يطيحوا برئيس دولة، وأن يغيروا نظام حاكم مستبد، كما أنها أصبحت لسان حال كثير من الشباب والفتيات يعبرون بها عن رأيهم بكل حرية، فنحن اليوم في زمن الفيسبوك والتويتر». وتوافقها إسراء (28 عاما) في متعة التسوق عبر تلك المواقع، مشيرة إلى أنها أكثر فاعلية وأمانا، فهي تعرض البضائع بطرق أفضل وتزيد الثقة مع التاجر. المبتعث محمد رحمة الله (26 عاما) يؤكد أن تلك المواقع صلة الوصل بن أفراد المجتمع، خاصة من هم في وضع السفر الدائم والتنقل المستمر، موضحا «كثير من أقراني يعتمد عليها كوسيلة أساسية للتواصل مع الأصدقاء والأقرباء، وبالنسبة لي احتاجها في كثير في دراستي، وأتواصل بها مع أصدقائي من سنوات، ومع ذلك تعد أهم الوسائل الترفيهية والاجتماعية». أما خولة (26 عاما) فتقول: «في السابق كان الاتصال مع الأصدقاء والعائلة يتطلب الكثير من الوقت والجهد، أما اليوم فالتواصل مستمر مع الآلاف من خلال تلك المواقع»، مشيرة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا بسبب التطور الاتصال الإلكتروني، خاصة عن طريق الهواتف المحمولة المتعددة الوظائف. وأضافت خولة «أنا ربة منزل وأقضي معظم وقت فراغي في تصفح تلك المواقع مع صديقاتي، للتسلية وتعلم ما ينفعني وينفع أسرتي، والانضمام إلى مجموعات الطبخ وما يهم الطفل وغيرها». من جانبه، يشير رائد كشميري (30 سنة) إلى أن تلك المواقع أصبحت من الضرورات اليومية خاصة الهاتف المحمول، موضحا أن كل شخص يعكس شخصيته من خلال استخدامها لها، مبينا «ما يزعجني فيها استخدام الأطفال لتلك المواقع والتصفح داخلها، فليس لديهم الوعي التام لفتح العنان لهم، لأن الطفل قد ينحرف، ولذا يجب على ولي أمره مراعاة هذا الجانب». ويرى محمد حمدي من مصر وأحد الناشطين في ثورة 25 يناير، أن هذه المواقع تعد نقطة تجمع للشباب والفتيات، لأن كل ما هو جديد محبب ويبعث حب الاكتشاف فيه، موضحا «عندما دخل الفيس بوك مصر شارك فيه الكثير من الشباب والفتيات، وأصبحت لهم مجموعات بمختلف الاتجاهات تتناقش في مختلف الأنشطة والحوادث الاجتماعية، فهي تربط بين المناطق البعيدة، وكان لها دور فاعل جدا في إنجاح الثورة وتقديم النصائح». وتقول مريم (18 عاما، يمنية مقيمة في المملكة) رغم رداءة شبكة الإنترنت في اليمن إلا أننا استطعنا معرفة أخبار أهلنا هناك ومتابعة كثير من الأحداث، وقد اعتمدت عليها بشكل كبير عن القنوات الإخبارية، ناهيك عن وسائل الترفيه الموجودة فيها». وأضافت «من الضروري أن نوجه شبابنا إلى انتقاء المفيد من المواقع على الإنترنت، وتجاهل ما يهدر الوقت، أو الانجرار إلى مواقع المحادثة التي تجر علينا وعلى بلداننا الكثير من الآهات».