في جدة تعتبر حافلات (أبو ريالين) أو كما يحلو للسكان تسميتها ب (خط البلدة) الناقل العام الأول في المدينة. ورغم قدمها وتهالكها وما تسببه من حوادث مرورية بسبب عشوائية عملها، إلا أنها وكما يبدو مستمرة في عملها إلى أجل غير معلوم، في ظل غياب وسائل النقل العام الحديثة من جهة، وصمت وزارة النقل من جهة أخرى. بين هذه وتلك تباينت آراء السكان بين مؤيد ومعارض لاستمرار حافلات (خط البلدة) في عملها كناقل عام في المدينة. محمد المعبدي قال: «إذا لاحظنا حافلات خط البلدة فسنجد أن معظمها من موديلات قديمة جدا، ولا توفر وسائل الراحة والأمان المطلوبة، وأستغرب من سماح وزارة النقل لها بالعمل حتى اليوم، ومن المفترض على الوزارة تحديد موديل معين لتقديم خدمة النقل العام، مع تحديد مواصفات معينة يجب توافرها في تلك الحافلات كتوفر وسائل الأمان المطلوبة والتكييف والراحة». أما رامي عسيري فيرى أن حافلات خط البلدة تسيء للصورة العامة للبلد، سواء من حيث شكلها العام أو من خلال خدماتها السيئة والمنقوصة. وأضاف «قد يرى البعض أن خدماتها مقبولة مقارنة مع تسعيرتها المحددة بريالين فقط، وأرى أن يجبر ملاكها على استبدالها بأنواع حديثة ولا بأس من رفع سعر الخدمة إلى أربعة أو خمسة ريالات مثلا». ظافر القرني قال: «إذا تجاهلنا منظر الحافلات وقدمها ونوعية الخدمة المقدمة فلا يمكن إغفال طريقة قيادة الملاك لحافلاتهم، والتي يتشابهون فيها جميعا إلى حد كبير، والأكيد أن غياب التنظيم في عملهم سبب تلك العشوائية والتهور في طريقة القيادة بين قائدي الحافلات أنفسهم عندما يتنافسون على الظفر بزبون أو مع غيرهم من قائدي السيارات لذات الغرض السابق». وأشار إلى كثرة الحوادث المرورية التي تتسبب فيها الحافلات، خاصة مع تزايد نسبة الزحام المروري عموما بالنسبة للوقت كالإجازات والمواسم أو بالنسبة للمكان كمنطقة البلد وطريق مكة القديم، لافتا إلى أن قدم الحافلات وسوء صيانتها منح ملاكها وقائديها الشعور بالقوة واللامبالاة في القيادة، مما ينتج عنه حوادث مرورية يكون الغير هو الخاسر الأكبر فيها. إياد يونس يقول: «من غير المعقول أن تترك حافلات أبو ريالين تمارس عملها بهذه الأريحية ثم لا تحاسب على مخالفاتها، والأمر لا يخفى على من يشاهد تلك الحافلات ولا أعتقد أنها تجتاز اختبارات الفحص الدوري للسيارات، ومن هنا أكاد أجزم أنها لا تخضع لأي اشتراطات أو تنظيم من قبل وزارة النقل». وفي رأي مخالف لما سبق قال عبيد المطيري: «إن ملاك حافلات أبو ريالين أو خط البلدة كلهم من المواطنين من ذوي الدخل المحدود، ولا يستطيعون تملك حافلات جديدة، كما أنهم يعملون بكد يوميا من أجل توفير قوت أسرهم بكرامة، ومن باب أولى قبل أن يشترط عليهم توفير حافلات جديدة وبمواصفات معينة أن تصلح طرق وشوارع جدة لأنها ستأتي على حافلاتهم قبل أن يردوا ثمنها، كما أن لحافلاتهم وخدماتهم الحالية زبائن لم يجبروهم عليها».